محمد كاظم خضير*||
لن أتحدث عن الخلاف بين الأشقاء والاختلاف أو التآمر أو الفتنة أو الأزمة.. فالتسمية لاتهم ولْيُسَمِّها كلٌّ كما يشاء.
لن أتحدث عن مواقف أو سياسات بين الأشقاء بين بعضها بعضاً، لأن هذا شأن القادة الأفاضل ومجريات السياسة ومتطلباتها التي تضطرهم للركون لهذا الوضع الاستثنائي.
ولن أتحدث عن منابر الإعلام المختلفة وتبعيتها وأجنداتها المتضادَّة، ، وفجور بعضها وتعديها وتجاوزها للياقة وأخلاقيات المهنة، وميلها لتصفية الحسابات ونبش المشاكل والخلافات القديمة ونشرها على الملأ، فقط لخدمة أجندات لا أعتقد أنها تمُتُّ بأي صلة للمجتمعات العراقية المعروفة بخُلُقِها وحميتها تجاه بني جلدتها.
لن أتحدث عن اصطياد المنتفعين في الماء العكر وارتزاقهم أفراداً كانوا أو إعلاميين عبر نفث سمومهم، والافتراء علي الأبرياء بغير حق، والإيغال في صب الوقود على النار، وحرصهم على استمرار الأزمة مهما بلغ ضررها.
ولن أتحدث عن الجيوش الإعلامية النَّكِرة وغير المعروفة من خارج العراق المستغلة لوسائل التواصل الإعلامي والتي تسمي حساباتها المتعددة بأسماء عراقية ، وتتقمص بأسماء عراقية او كردية من هذه منطقة أو تلك، فهؤلاء قد تكَشَّفت عوراتهم وأصبحوا مرفوضين عراقيا بسبب إسفافهم وتعدِّيهم على الرموز القيادية أو الرموز الدينية، والذين يرفض الشعب العراقي انحطاط أسلوبهم.
وإنما أوجه حديثي إلى كل مَن ليست له ناقة ولا جمل فيما يحصل، وأوجه كلامي إلى الحيارى المشفِقين على العراقين وأرض بلاد الرافدين الطاهرة، التي يهدف أعداء الأمة إلى النَّيل من مكانتها الكبيرة في قلوب أمة الإسلام، الممتدة دائرتها من أقصى شرق الأرض إلى اقاصي غربها. وأتحدث إلى المخلصين الخائفين على أمتهم وأوطانهم، وإلى هؤلاء الذين لايرضون لأي وطن مسلم أن ينال منه أحد، بل هم مستعدون للتضحية بأرواحهم دفاعاً عن حياض أوطانهم، وإلى الذين يخشون على كعبتة الاحرارومدينة أبن رسول صلى الله عليه وسلم من حقد وفتن طوابير داعش وتفجيراتهم في العراق، ، والذين يخافون من غدر ما يوسم داعش أنْ يَطال ابطالنا في جبهات القتال.
أقول لهم جميعاً.. عليكم بالدعاء والقنوت لله تعالى في كل صلاة بأنْ يكشف الغمة ويحفظ أرض الرافدين من شر الأعداء ومن شرور من يصب عملهم في مصلحة أعدائهم وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا!
ختاماً.. أدعو أهل الشمال والعراق كافة إلى العمل لنبذ كل ما يشعل أو يزيد نار الخلاف بينهم كشعوب تربطهم روابط الدين والدم ووحدة المصير مهما يحدث من خلاف، والنأْي عن الولوغ في مستنقع التفرقة فيما بينهم وبين أشقائهم، فإن الشيطان ينزغ بين الإخوة، وهذا هو عمله. والعيب ياهلنا في الشمال ليس في من يخطىء ويتعدى ويلفق وكل ابن آدم خطَّاء، بل العيب فيمن يعتدي ويفتري ويلفق ويوغل ويستمر ولا يتراجع عن الخطأ.
نسال الله تعالى أن يحفظ العراقين ووحدتهم وأمنهم وسلامتها.. إنه سميع مجيب.
فيا أهل شمال العراق.. لأجل مستقبل أجيالكم.. نرجوكم كفى!
*كاتب ومحلل سياسي
https://telegram.me/buratha