د.حسين القاصد||
الجمع على صيغة فواعيل هو جمع تكسير وجمع التكسير لا يفرق بين المؤنث والمذكر لأنه ليس سالما وهناك من قام بتكسيره واخضاعه لمقتضيات مصلحته الخاصة التي يسميها مصلحة عامة رغم أنف الجميع.
اغلب حالات الجمع على وزن فواعيل تكون جمع تحقير وهي تكثر عند أهلنا جنوب العراق فيقولون "طراطير" و "زعاطيط" وما إلى ذلك.
أما في الفصحى فتغلب على أكثرها السخرية والاحتقار مثل جواسيس وخير دليل على السخرية ماقاله أبو الطيب المتنبي وأثنى عليه طه حسين .
قال طه حسين في بيت أبي الطيّب :
نامت نواطير مصرٍ عن ثعالبها
فقد بشِمْنَ وما تفنى العناقيد
ولست أعرف أصدق في مصر ولا أبرع في تصويرها من هذا البيت . وما أرى إلّا أنّ المتنبّي قد ألهم البلاغة والحكمة حقّا حين وفّق لهذا البيت الذي يختصر لوناً من حياة مصر منذ أبعد عهودها بالتاريخ إلى هذا العهد الذي نحيا فيه .
أما أنا فأصفق الآن لطه حسين لا للمتنبي، لأن طه حسين أشاد ببيت كان سببا لكراهية اغلب المصريين لأبي الطيب، لأنه رسخ ما يشبه الشتيمة الخالدة، التي ظلت لصيقة بأهل مصر.
وأقول : إذا تعاملنا مع كلمة مصر بكونها مصرا من الأمصار فأغلب أمصار العرب وبلدانها، نواطيرها نائمة وتفكر بجريمة خلط الماء بالقهوة.
وأعود إلى رأس أمري وعنوان المقال؛ فلقد ابتدعت الحكومات بعد ٢٠٠٣ منصبا فضائيا هو منصب الناطق الرسمي، وهو منصب فائض عن الحاجة المدنية وكان حكرا على القيادات العسكرية؛ لكننا صرنا نسمع بالناطق باسم الحكومة وهذا لا علاقة له بالناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة؛ مع وجود مكتب اعلامي للشخص نفسه رئيسا للحكومة وقائدا للقوات المسلحة.
لا بأس، لنا أن نرضى بذلك، لأن الحكومة مشاغلها كثيرة؛ لكن ماذا عن الوزراء ومن منع الوزير من النطق وهل يعاني من عارض صحي يمنعه من ذلك.
لكل وزارة قسم اعلام وفي بعض الوزارات يكون مديرية إعلام ومدير الإعلام يوزع لوسائل الإعلام كل بيانات وتصريحات الوزير بعد أن ينطق بها؛ فلماذا يستعين الوزير بمن ينطق عنه ويفتعل منصبا غير موجود في هيكلية الوزارة.
للنواطيق سلطة تشبه سلطة الوزراء وأحيانا تفوقها؛ لأنهم بحكم قربهم من مصدر النطق (الوزير) كسبوا مهابة تفوق مهابة وصلاحيات وكيل الوزير.
ولقد تعرض الشعب لسوء ألفاظ النواطيق وتم إعفاء الناطق باسم وزير التربية السابق، ثم جاء تصريح الناطق باسم أمانة بغداد ليسيء للشعب ويتم اعفاؤه؛ ولو اكتفى النواطيق بمنصب مدير الإعلام لما حدث كل هذا.
اغلب نواطيق الوزراء هم منسّبون من دوائر الوزارة، يجلبهم الوزير الجديد ولا ينقل خدماتهم لكي يعودوا إلى سابق مهنتهم إذا تغير الوزير وانتهت مدته.
لكنهم في فترة تسلطهم على مسامع الناس يكونون قد أسسوا شبكة علاقات مريبة قد تسمح لهم بالعودة ثانية؛ وهو ماحدث فعلا، فأغلب نواطيق وزارات حكومة العبادي اعيد تنسيبهم على الرغم من فشلهم السابق ودوران شبهات الفساد حولهم.
في كل وزارة قسم اعلام ومن المفترض أن يكون ولاؤه للوزارة لا للوزير لكننا صرنا نرى نواطيق الوزير لا الوزارة، ليصدوا عن هذا الوزير أو ذاك؛ والغريب أن استقطاب هؤلاء لايكون بنقل الخدمات بل بالتنسيب الذي يتجدد كل عام وبهذا نسهم بالبطالة المقنعة، ونقمع الكثير من الكوادر الإعلامية التي على ملاك الوزارة وتنتظر التدرج الوظيفي للوصول الى منصب مدير الإعلام.
وكي يقمع هذا التدرج تماما جيء ببدعة الناطق الرسمي باسم الوزير ليغلق جميع الأبواب أمام المثابرين الذين ينتظرون استحقاقهم الوظيفي.
اغلب النواطيق هم ليسوا من الدرجات الخاصة وهم من حاشية الوزير لذلك يصبحون بعد الوزير مباشرة فلا وكيل ولا مدير عام أعلى منهم.
متى تنتهي هذه الفوضى الإدارية ومتى نتخلص من النواطيق والكواتيب المدونين الذين كلما اريد لصفقة أن تتم شغلوا الناس بحادثة؛ فحين طالب الموظفون برواتبهم افتعل النواطيق والكواتيب أزمات كثيرة في الزيارة الاربعينية وحين حاول الناس الاستفهام عن موضوع سنجار هب النواطيق والكواتيب لإشاعة الذعر في بغداد بخبر الإجراءات الأمنية ودخول القوات المسلحة حالة الإنذار وإن انقلابا سيحدث عبر شبكات المجاري!
بوية على كيفكم.. دگو رجلكم بالگاع هي وينها المجاري حتى يصير واحدكم (فنست) يا نواطيق الحسناء والوحش. حسناء وبالمجاري.. عيشتيش هاي ياربي.
عاجل : صرح الناطق الرسمي بأن الجهات المعنية تدرس موضوع توزيع الرواتب وسنوافيكم بالتفاصيل حال انتهاء دراسة تفاصيل الموضوع.
https://telegram.me/buratha