المقالات

الأربعينية وأنشطة رسالية هائلة

1202 2020-10-08

 

أمل هاني الياسري||

 

حشود مليونية تستلهم النصر من وحي النهضة الحسينية، وجموع رسالية لا تعرف الراحة في الساحة، فلا يعرفون ميداناً سوى كعبة الأحرار، جنة الله في الأرض كربلاء المقدسة، ولا يتذوق فيها الزائرون طعم الخمول والركود، فهم كخلايا نحل ملكية تنسج عسلاً روحياً، مرتبطاً بعشق الإمام الحسين (عليه السلام) نعم إنها كربلاء.

منحة إلهية مباركة لأرض العراق، بأن تتشرف ببقعة كربلاء، لتكون أساساً ومنطلقاً للحرية والكرامة، ومحاربة الطغاة والجبابرة، لأنها مثلت عبر الأربعة عشر قرناً ونيف، درعاً حصيناً ليرفض الأحرار جميعاً حكم الظالمين، ولتقض مضاجعهم وعروشهم الخاوية صرخات مدوية لبيك يا حسين، فلقد سالت الدماء كرامة للأرض والعرض، فأنتصر الدم على السيف.

الإختبار الرباني في كربلاء لأهل البيت العلوي(عليهم السلام) أمسى عظيماً ، لكنه بما أن الدين عرضة للإنحراف والزيف، فلابد من قرابين تعيش بمستوى الحدث، ومقدر لها أن تحيي الدين، وتنمو في ظل جذورها شريعة محمد وآل محمد، لذا كان الأجر أعظم وأكبر، وأسمى وأروع، كله تجمع بكلمة واحدة وهي كربلاء.

نستحضر من كربلاء كل أنشطة العصور، فهناك الإستلهام الإيماني الذي يشعل فينا عمق إتصالنا بالواحد الأحد، فنزداد قرباً منه كلما إقتربت خطواتنا منها، كما تزيدنا الشعيرة الأربعينية المباركة وعياً، بأهمية مقارعة الظالم والطاغية، حتى وإن كان الثمن دماً عبيطاً، فدم الأمام الحسين وأولاده وأصحابه، ليست على الله بأهون من دمائنا.

أثبتت لنا كربلاء أن رأس الرجل الطاهر، الذي أراد الإصلاح في أمة جده، إنما انتج أمة عظيمة، في إقامة شعائر يوم الأربعين وقبلها يوم عاشوراء، وفاقوا في الكرم والضيافة والخدمة، فمَنْ يهتم بنفسه العليا يصبح رجلاً عظيماً، فهؤلاء الزوار والخدام عظماء، لأنهم يسيرون على نهج أبي الأحرار الحسين (عليه السلام).

كربلاء شرارة الإنطلاق لكل أنشطة عقولنا، وجسومنا، وأقدامنا، وكلها فداء لهذه المسيرة العالمية، لأنها الصورة الحية التي إنتزعت إعجابها من البشرية جمعاء، وأقنعت العالم بأن ثورة الإمام الحسين(عليه السلام)، ليس عائدة لمذهب معين وطائفة معينة، لكنه قائد ثورة للإنسان والدين وكلاهما ينبعان من السماء، لذا سنصرخ أبداً: حيَّ على الأربعين.

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك