د. حسين القاصد ||
إِنّي لَأَعذِرُهُم مِمّا أُعَنِّفُهُم حَتّى أُعَنِّفُ نَفسي فيهِمِ وَأَني المتنبي نعم، قد تعرضت لهجمة شعواء قادها وزير لم يحسن الخصومة، ولم يرتق إلى شرف الخلاف؛ فاستعان بأنصاف الموهوبين ونال مني ومن سمعتي الشخصية والثقافية. نعم، لقد اعتمد السيد حسن ناظم أسلوب الشخصنة بدلا من ممارسة صلاحياته وحقه الإداري في اعفائي، حيث استعان بجيش إلكتروني من المصفقين والمطبلين والملفقين؛ وكان أسهل عليه أن يطلب مني أن أقدم اعفائي وينتهي الأمر؛ ذلك لأني لم أسع لمنصب مدير عام دار الشؤون الثقافية العامة ولم أوافق عليه إلا بعد إصرار الحبيب الدكتور عبد الأمير الحمداني وترشيح خطي موثق في اضبارتي، من إتحاد الأدباء لشغل هذا المنصب. أقول : لا أحد يبقى في منصبه ، ولا خلاف لي مع الثقافة ومن يعمل مخلصا لها، لكني ضد عبادة الوزير. أكتب هذا التوضيح لأقول : لا قطيعة بيني وبين ثقافة العراق فأنا إبنها ولقد عملت مخلصا لانتشال دار الشؤون الثقافية العامة من الجمود والخدر الذي عادت إليه بجهود الوزير الحالي. لا قطيعة لي مع مبدعي العراق الذين يعملون لوجه الثقافة ولعل السيد حسن ناظم ينتبه لعمله الثقافي ويتجنب غير الثقافي، وحتى لو لم يسعفه الوقت أو يكون قد قطع شوطا بعيدا عن صميم ثقافة العراق، ومن بين ذلك عمله ( معقباً) لمعاملات تعيين الخريجين الذين يتظاهرون في باب الوزارة ويعدهم بما ليس يملك، بأنه سيضمن لهم التعيين من حكومة لم تتمكن من توفير الراتب للموظفين، بل تعترض على عدد الموظفين البالغ أربعة ملايين موظف بحسب تصريح السيد رئيس الحكومة؛ فضلا عن انشغال الوزارة واستنفارها لبدعة اليوم الوطني وكأن العراق تأسس توا وليس له يوم وطني!. أكتب هذا لكي لا أظلم ما هو إيجابي، لذلك وبكل شجاعة النقد التي امتلكها، لي أن أثني على مشروع إعادة طباعة تركة الجواهري الخالد، لتضم ما لم ينشر من شعره؛ وبعد اطلاعي على أسماء اللجنة المشرفة على هذا المشروع، التي ضمت من بين أسماء أعضائها، اسمين لعلمين من أعلام الأكاديمية العراقية وهما العلامة الكبير د. سعيد عدنان، واستاذتنا الفاضلة الدكتورة نادية العزاوي، ليس لي إلا أن أهنئ الثقافة العراقية بهذا المشروع الجاد؛ مثلما سبق أن هنأت الصديق الشاعر عارف الساعدي على ترؤسه لتحرير مجلة الأقلام. نعم، لا عقدة لدي ولا صراع مع ثقافة العراق؛ أشيد بالجيد وأنهال على التخبط الإداري بكل ما أوتيت من سياط الكلام. ومن هنا، ابارك مشروع طباعة منجز الجواهري الخالد، ولعلها خطوة تدفع السيد حسن ناظم لمراجعة نفسه واستئناف طباعة الآثار العلمية الكاملة لعميد الأدب العراقي العلامة الدكتور علي جواد الطاهر الذي وصلنا فيه إلى مراحل متقدمة، فالمنجز لن يحسب لحسين القاصد أو عبد الأمير الحمداني، بقدر ما يحسب للعراق وليس لحسن ناظم أيضا. فمازلنا نتداول ديوان الجواهري طبعة وزارة الاعلام دون الالتفات لاسم الوزير الذي طبعه. ومثل ذلك، نتمنى استئناف طباعة الأعمال الشعرية الكاملة لحسب الشيخ جعفر التي اكتمل ( تنضيدها) وتحنطت أيضا. ومثلما بدأت بقول أبي الطيب.. أختم به : وَكِلمَةٍ في طَريقٍ خِفتُ أَعرِبُها فَيُهتَدى لي فَلَم أَقدِر عَلى اللَحنِ ٦ / ١٠ / ٢٠٢٠
https://telegram.me/buratha