المقالات

مسؤولية الإعلام في اللحظة الحسينية الراهنة


 

عمار محمد طيب العراقي||

 

 ((التعريف بهوية الثورة ومواجهة الإعلام المضلل)), من بين أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام  وذلك لكشف حقيقة ظلم الدولة الأموية الذي كان مؤطرا بأطر إستقرار كاذبة ومضللة.

الأموية حاضرة في زماننا هذا في المنهج والسلوك، وللإعلام أهمية مفصلية في القضية الحسينية كشأن الإعلام في أي ثورة وحركة إصلاحية وأن نجاحها يرتكز بشكل أساسي على قوَّة الإعلام في نشر أهدافها وترسيخ استمراريتها.

ولأن الأموية حاضرة بيننا، فإن المعركة ما تزال مستمرة، ولم تتوقف لحظة واحدة منذ 1400 عام، واقوى ادواتها التي ما تزال تستخدم بفاعية وعليكم دحرها هو "التضليل الإعلامي" الذي هو عبارة عن مجموعة من العمليات الممنهجة للتأثير على الرأي العام، بقصد إعادة برمجة عقولهم وتوجيهها نحو هدف سياسي، أو اجتماعي، أو ثقافي معين، ومن ثم خلق واقع مزيف، وذلك بهدف إيقاع المتلقي في الخطأ، بينما هو يفكر بشكل صحيح، ومن أهم سمات التضليل هي اكتسابه مظهر الصدق وكسب ثقة المتلقي.

منذ أن زال نظام القيح الأموي الصدامي، أنطلق الإعلام المضلل بقوة لتشويه الثورة الحسينية ،وأعتمد الإعلام المضاد مجموعة من الوسائل والأدوات، ووظّف لذلك أعدادا كبيرة من العملاء والمستأجرين ممن باعوا ضمائرهم للعدو وللمشروع الصهيو أمريكي عربي.

في عصرنا الحاضر يمارس الإعلام المعادي أسوأ أشكال التضليل والتزييف ولعل الإساءة المستمرة إلى الرموز الإيمانية المنتمية إلى خط الحسين هو شكل من أشكال التصدي والمواجهة والتضليل, لتحقيق أكبر قدر من عوامل الردع والإبعاد عن هذا المشروع الإلهي, وتبديد أية فرصة لحصول حالات تقارب أخلاقي وفكري وثقافي بين الإنسان (كإنسان) وبين قضية الحسين ببعدها الإنساني .

على الرغم من قوة وشراسة وتقنية وحرفية أدوات التضليل الإعلامي التي مورست في زماننا المعاصر ضد القضية الحسينية, في محاولة لضرب أهدافها وامتداداتها في بلدنا العراق, إلا أننا نجد في المقابل أن نفس ثورته عليه السلام كانت تحمل مضاداتها الحيوية التي تمنع أي فايروس تضليلي من إختراق جسد الأمة لتفتيتها أو تمزيق وحدتها, فكان لمحرم الحرام في كل عام وقفة تتوضح فيها الصورة العامة لنا كإنسانية وكعراقيين “فمحرم الحرام علمنا كيف نقف بوجه التضليل والتشويه , ومحرم الحرام هو الذي خلق لنا أدوات ثباتنا على قضيتنا, فلا نهتز, ولا نتزعزع” , حيث يقودنا الحسين عليه السلام وفي كل عام من نصر إلى نصر”ليثبت لنا عليه السلام, بأن القيادة هي ليست انتصارا آنيّاً, بل هي انتصاراً في الرؤية والمنهج لو بعد حين” .

مشتركاتنا كعراقيين موجودة عند الحسين وفي قضيته, ورونقها متجسد متجدد كل عام من خلال دمائه الزكية المباركة, فهذه الدماء الخالدة, هي التي توحدنا كوطن وكأمة وكشعب, لأنها سُفكت من أجل إنسانيتنا وحقوقنا.

التظليل الإعلامي اليوم يستهدف القضية الحسينية بشكل مباشر، من خلال إنتقاد الطقوس الحسينية والإتهزاء بها، ومن خلال الإنتقاص من المتسكين بالقضية الحسينية وحملة رايتها، وفي طليعتهم الحشد الشعبي، وطبعا انتم كأشخاص وكمؤسسات وكمنهج وكاساليب، وعليكم التصدي والرد وبقوة مستخدمين كل الأدوات الممكنهة دون أن تنسوا المعيير الشرعية..الكذب والتدليس يرد بالصدق، والإهانة والإستهزاء ترد بالإحترام  والوقار، انتم تمتلكون الحجج الدامغة، وهم يمتلكون التهريج وسيسقط التهريج في معركة القيم.

يجب ان يهتم العاملون في المؤسسات الاعلامية والثقافية والدينية على ابراز كل هذه الصور بكل حرفية واخلاص بعيدا عن التجاذبات فالوقت الان متاح لهم ولديهم فسحة كبيرة من الحرية التي لم تتاح لغيرهم في السابق.

أختم كلامي بقول الإمام الخامنائي حفظه الله تعالى : «يجب أن يكون عموم توجّه الصحافة نحو إصلاح الثقافة العامة، وعلى المؤسسات المختصة بشؤون التبليغ والإعلام، أن تبذل جهودها في اتجاه إصلاح الثقافة العامة»

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك