المقالات

إصبع على الجرح ..الكاولية ... 

1787 2020-09-30

  منهل عبد الأمير المرشدي ||   آخر حكاية سمعتها من المرحوم أبو عدنان الذي فارق الحياة بعمر ناهز التسعين عام هي حكاية جميلة عن (الكاولية) يمكن لنا الإستدلال منها والقياس لما نمر به اليوم في العراق .  يقول رحمة الله عليه في أربعينات القرن الماضي جائت لمنطقتنا عوائل من طائفة (الكاولية) وهم لا وطن لديهم ولا ارض ينتمون لها. يتنقلون في رحاب الله الواسعة لهم في كل شهر عنوان وفي كل سنة بمنطقة وليس عندهم عملا او مهنة غير الرقص والغناء. ولما وصلوا المنطقة نصبوا خيامهم  في اطرافها حيث يساعدهم الناس وينصبوا لهم مسرح كبير لإداء عروضهم به .  يقول أبو عدنان قبل بدأ العرض جلس الناس على شكل نصف دائرة حول المسرح واغلب الجمهور من الرجال والشباب الكبار ولا مجال لجلوس الأطفال الذين يمنعوهم أن يتفرجوا على (الكاوليات) وهنّ يرقصن بثياب فضاضة تبين منها ابدانهن لأن الناس سابقا سابقا (في قديم الزمان) كانوا يحافظون على اخلاق ابنائهم وحيائهم .  بدأ الحفل والرقَص منهن والحركات تتوازن مع نغمة ال(چنبارات) الموجودة بأصابع الراقصة ويخرج منهن صوت غاية في الجمال . كانت ملابس الكاوليات محتشمة بعض الشيء وتغطي كل جسمها ويضعن على رؤوسهن قطعة قماش من الحرير بلون الثوب الذي يرقصن به فالغاية عندهم تُبرر الوسيلة حيث ينبري أحد من هنا وآخر من هناك من الرجال (الزواحف) لمن تعجبه من الكاوليات الراقصات ويرغب بأن تجلس قربه فيقوم هذا (الزاحف) برفع الغطاء مقابل بعض الخردة يضعها فيه فتأتي لتجلس معه .  في ذلك الوقت كان العراق مُحتل من الأنكَليز ومعهم جنود هنود وباكستان. تفاجأ الحضور بأن صوت الكاولية الجميل بما فيه من بّحة بدأ يعلوا بالغناء بأغاني وطنية وحماسية وتطلب من الناس أن تدافع عن العراق وتطرد المحتلين الأنكَليز منه فكانت كلمات الأغاني  تلهب المشاعر وتبث روح الحماسه في النفوس وكانت تلك الحفلة بعد أيام من وفاة الملك غازي بسنة 42 وكانت كلمات أغنية الكاوليه تقَول .. ((اگعد يا غازي وشوف طبوا وطنه... سوجر وكركه وسيخ ما هم مثلنه)) .كانت كلمات الأغنية أمضى من السيف وأشد من القنبلة.  أختتم حكاينه المرحوم ابو عدنان وهو يقول ( تريد الصدك أني بقيت أفكر بهاي الكاولية، ليس لها وطن ولا لها ارض وحتى جنسية مثل الناس لا تملك  وكانت تشعر بالوطن الذي تعيش به وتشعر بمعاناته تحت الاحتلال وهذا شعور وطني ليس له مثيل ... يا سبحان الله كاولية تحب الوطن,)  أخيرا وليس آخرا اقول أي صنف من البشر تسلط علينا لقد أحترنا بهم فلم ترتقي غيرتهم على الوطن حتى لغيرة الكاولية التي اخذتها الغيرة على تراب العراق الذي يأويهم فغنّوا له وطالبوا العراقيين بطرد قوات الإحتلال . المشكلة ليس بهم فقط انما بالبعض الذي يأتيك ويعرف نفسه بناشط او ثائر وهو منذ سنتين لم يغسل شعره المخلل ويقول لك لا تتحدث عهن فلان لأن فلان خط احمر وحينما تسأله عن جمع كلمة ثائر يقول ثيران ! . حيث تبيّن إنه يتكلم بلغته .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك