المقالات

رياحين السماء


  عباس قاسم المرياني||

      عندما نجالس الناس وينصب حديثنا في مدح شخص معين قد نكون لا نعرفه، بالتأكيد ينتابنا الفضول واللهفة للقاء بهذا الشخص ومعرفة المزيد عنه، بالرغم من ان المادحين له هم من عامة الناس قد يكونوا مصيبون او مخطئون في مدحهم له.      ما بالك اذا كان النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) الذي هو اقدس واعظم شخصية عرفها الكون، وقد ميزه الله سبحانه وتعالى عن سائر خلقه فاصطفاه لنفسه فسماه المصطفى، واحبه فلقبه حبيب الله وما اقدس واجمل هذا التعبير، فالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) تحدث بكثرة في مدح ابنيه الحسن والحسين (عليهم السلام) وإبراز منزلتهم، وبالتأكيد هذا المديح لم يأتي لحبهُ لهما فحسب، بل نقلاً عن الوحي وتبليغاً لمنزلتهما عند الله سبحانه، فهو لا ينطق عن الهوى بل وحيٌ يوحى.             لذلك نقلت العديد من الاحاديث النبوية الشريفة منزلة الامام الحسن (عليهم السلام) وكرامته عند الله سبحانه وتعالى، وعند النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فيقول في ذلك: "ان الله سبحانه وتعالى نصب لي قرب العرش منبرين طولهما ميل، يقوم الحسن على احداهما والحسين على الاخر يزين بهم الرب تبارك وتعالى عرشه كما تزين المرأة قرطاها" وينقل عنه (صلى الله عليه واله وسلم) ايضاً انه قال: "ان لكل شيء موقعاً من القلب، وما وقع موقع هذين الغلامين من قلبي شيء قط، فقيل: كل هذا يا رسول الله!! قال: وما خفي اكثر ان الله امرني بحبهما". وذُكر عنه (صلى الله عليه واله وسلم): "الولد ريحانة، وان ريحانتي الحسن والحسين".         من هذه اللهفة والشوق في احاديثه (صلى الله عليه واله وسلم) نستشف مدى حب الله سبحانه وتعالى، ومدى حب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) للحسن (عليه السلام) لمَا لا؟ فأمهم فاطمة الزهراء (عليها السلام) هدية السماء للنبي محمد بقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}، وابوهم علي بن ابي طالب (عليه السلام) القائل فيه سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} وغيرها الكثير من الآيات الكريمة، فهو وصي خير خلقه، وافضل عباده، وسيد العلم والرشاد بعد النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، ولا عجب! فالحسن (عليه السلام) من الذي افضل منه منزلة من جهة الاب؟ فهو ابن علي بن ابي طالب بن عبد المطلب سادات العرب، ومن جهة الام فأمه فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب النبي المختار، وخير البرية، وحي السماء تردد في بيتهم، والقرآن الكريم نزل على صدورهم، وكل الخصال الطيبة والقيم النبيلة تلتقي عندهم من كلتا الجهتين، {مَرَجَ البَحرَينِ يَلتقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ}.       هؤلاء هم رياحين السماء الذين وجدهم الله للعباد ليستنيروا بنورهم، ويسلكوا طريقهم، ويهتدوا بهداهم الذي يوصلهم الى مرضاة الباري ورحمته، اليهم نلجأ، وبهم ننجو سلام الله عليهم.   بعض الاقتباسات:  • الامام الحسن قدوة وأسوة
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك