عندما نجالس الناس وينصب حديثنا في مدح شخص معين قد نكون لا نعرفه، بالتأكيد ينتابنا الفضول واللهفة للقاء بهذا الشخص ومعرفة المزيد عنه، بالرغم من ان المادحين له هم من عامة الناس قد يكونوا مصيبون او مخطئون في مدحهم له. ما بالك اذا كان النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) الذي هو اقدس واعظم شخصية عرفها الكون، وقد ميزه الله سبحانه وتعالى عن سائر خلقه فاصطفاه لنفسه فسماه المصطفى، واحبه فلقبه حبيب الله وما اقدس واجمل هذا التعبير، فالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) تحدث بكثرة في مدح ابنيه الحسن والحسين (عليهم السلام) وإبراز منزلتهم، وبالتأكيد هذا المديح لم يأتي لحبهُ لهما فحسب، بل نقلاً عن الوحي وتبليغاً لمنزلتهما عند الله سبحانه، فهو لا ينطق عن الهوى بل وحيٌ يوحى. لذلك نقلت العديد من الاحاديث النبوية الشريفة منزلة الامام الحسن (عليهم السلام) وكرامته عند الله سبحانه وتعالى، وعند النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فيقول في ذلك: "ان الله سبحانه وتعالى نصب لي قرب العرش منبرين طولهما ميل، يقوم الحسن على احداهما والحسين على الاخر يزين بهم الرب تبارك وتعالى عرشه كما تزين المرأة قرطاها" وينقل عنه (صلى الله عليه واله وسلم) ايضاً انه قال: "ان لكل شيء موقعاً من القلب، وما وقع موقع هذين الغلامين من قلبي شيء قط، فقيل: كل هذا يا رسول الله!! قال: وما خفي اكثر ان الله امرني بحبهما". وذُكر عنه (صلى الله عليه واله وسلم): "الولد ريحانة، وان ريحانتي الحسن والحسين". من هذه اللهفة والشوق في احاديثه (صلى الله عليه واله وسلم) نستشف مدى حب الله سبحانه وتعالى، ومدى حب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) للحسن (عليه السلام) لمَا لا؟ فأمهم فاطمة الزهراء (عليها السلام) هدية السماء للنبي محمد بقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}، وابوهم علي بن ابي طالب (عليه السلام) القائل فيه سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} وغيرها الكثير من الآيات الكريمة، فهو وصي خير خلقه، وافضل عباده، وسيد العلم والرشاد بعد النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، ولا عجب! فالحسن (عليه السلام) من الذي افضل منه منزلة من جهة الاب؟ فهو ابن علي بن ابي طالب بن عبد المطلب سادات العرب، ومن جهة الام فأمه فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب النبي المختار، وخير البرية، وحي السماء تردد في بيتهم، والقرآن الكريم نزل على صدورهم، وكل الخصال الطيبة والقيم النبيلة تلتقي عندهم من كلتا الجهتين، {مَرَجَ البَحرَينِ يَلتقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ}. هؤلاء هم رياحين السماء الذين وجدهم الله للعباد ليستنيروا بنورهم، ويسلكوا طريقهم، ويهتدوا بهداهم الذي يوصلهم الى مرضاة الباري ورحمته، اليهم نلجأ، وبهم ننجو سلام الله عليهم. بعض الاقتباسات: • الامام الحسن قدوة وأسوة
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha