د.حيدر البرزنجي||
"شلة الأنس" التي جمعها الكاظمي حوله ،مازالت تواصل خداعه ،في اقناعه انه بمجرد امتلائه بالصفحات في مواقع التواصل ، سيظهر بكونه "المنقذ" ومع بعض حركات استعراضية وزيارات مكثفة ، ولأن العراقيين اناس طيبون يسهل تمرير مثل هكذا حركات عليهم ،سيتحقق الهدف .
لكن ، تركزت حركات الكاظمي بمعظمها على المناطق الجنوبية والوسطى ذات الثقل السكاني المحروم تاريخياً ،أي تلك البنية الاجتماعية التي قدمت التضحيات الأكبرفي سببل بقاء الدولة .
لقد صورهم الاعلام بكونهم (سلاح منفلت) تتحكم بهم المليشيات والاحزاب الفاسدة وعشائر الفوضى ، وركزت حملات التشويه والتحريض ضدهم ،في وقت سكتت عن كل التجاوزات والتدخلات ،بما فيها اهانة رموزهم الدينية والاجتماعية والسخرية من عقائدهم وحرق مدارسهم وجامعاتهم وقطع طرقهم والاعتداء عليهم ، ورغم ذلك اظهروا صبراً أيوبياً ،آملين بتحسن الحال .
لايبدو ان الكاظمي وهو مسيج ب(شلة الأنس ) يدرك مقدار الاحتقان الذي بدأ يعانيه سكان الجنوب ،خاصة وسلوكياته توحي وكأنهم فعلاً موضع الاستهداف ، فتسربت الى ألسنة البعض منهم مافحواه "أسد علينا وارنب أمام غيرنا ".
لقد ظهرت خطوته بارسال قوات كبيرة (نخبوية) الى الناصرية ، وكأنها جاءت استكمالاً لما يرتكب ضدهم ، وكانت خطوة مرتبكة وغير ناجحة ،فلاهو ذاهب بهدف فرض الأمن وهيبة الدولة على الجميع،ولا أخذ بنظر الاعتبار طبيعة المنطقة وتكويناتها العشائرية – العريقة في مجابهة السلطة- فوقع الرجل في خديعة مستشاريه ،من ذوي الطموحات الشخصية غير المحدودة ،والقدرة على استثمار مايحدث لمصالحهم . .
أما مقارنات الأحداث ،فبدت وكأنها لغير مايريد ،فداعش تهاجم وتعيد تمركزها في مناطق شاسعة ، ومقتل ضابط كبير ومنتسبين ، لم تجعل الكاظمي يتحرك بجهاز مكافحة الارهاب هناك ،بل أرسله الى الناصرية ، في البحث عن "نصر" اعلامي جديد ،دون أن يسأل نفسه :ماذا لو فشل ؟؟ .
إذا استمر الكاظمي على نهجه في التصرف المرتبك ، فالافضل له ان يحجز شقة خاصة في دولة الفيسبوك ، أما مستشاروه ، فسيتخلون عنه ويشهدون ضده إن لزم الأمر .
https://telegram.me/buratha