المقالات

المرجعية الدينية عطاء دائم ومستمر


 

السيد محمد الطالقاني||

 

من المفيد ان نتحاور مع الاخرين من اجل ايصال الحقيقة الى الامة, خصوصا اذا كان هذا الحوار هو حوار لاظهار الاسلام الحقيقي الاصيل كما رسمه الله تعالى لنا , وهذا عادة مايكون في مؤتمرات التقريب بين المذاهب الاسلامية, او مؤتمرات الحوار بين الاديان, او المؤتمرات التي تناقش الامور الحداثية.

اما ان يكون الحوار مع اناس ابتليت بهم الحوزة العلمية من الذين غرتهم دنيا هرون, من اجل خلط الاوراق امام الامة التي تعيش اليوم صراعا ثقافيا من خلال الهجمة الاستكبارية الشرسة , فهذا امر مرفوض من اساسه .

واليوم يخرج علينا احد هولاء في حوار هدفه شراء سخط الخالق برضا المخلوق, واصفا المرجعية الدينية بان دورها يقتصر على كتابة  الرسالة العملية فقط.

فما الذي يريده هذا الرجل من هذا التشويش الفكري في هذا الوقت بالذات ؟

وما الذي تريده الوسيلة الاعلامية التي نذرت نفسها في هذا الوقت العصيب التي تمر بها الامة,  لنشر هذا التخبط الفكري والتشويش الثقافي؟.

لقد انعم الله على الامة الاسلامية بان بعث فيها رجالا يرشدونهم وبهم يهتدون , وانوارا بهم تضيء الدروب , هم ففقهاء الامة ومراجعها.

 وهذا من أهم مصاديق اللطف الإلهي, فمن الواجب على الله تعالى أنْ يختار أوصياء للنبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم من أجل تحصيل الغرض من خلق الإنسان، حيث يأخذ هؤلاء الأوصياء على عاتقهم مهمة إرشاد الناس إلى الفلاح والفوز والسعادة.

فاصبح  وجود الإمام المعصوم في كل عصر وزمان، لطف من قبل الله تعالى,كي يرشد البشرية للغاية التي لابدّ أن تسعى لها وتثابر من أجل بلوغها.

فلما وقعت الغيبة الكبرى ، وابتلى الشيعة بغيبة امامهم ، ولم يتمكنوا من الوصول اليه ظاهرا ، ولئلا ينفرط عقد اجتماعهم ، وتضيع هويتهم وثقافتهم الموروثة عن أئمتهم عليهم السلام, ويستولى عليهم الاحباط, ، نصب الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف, نوابا عامين من خلال توقيعه المبارك: وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها الى رواة أحاديثنا فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليكم.

 وهولاء هم العلماء الأتقياء , نصبهم الامام ارواحنا لمقدمه الفداء مرجعا للشيعة من اجل حل مشاكلهم ، وتعليمهم أحكام الشرع المبين ، وحكاما يقضون بينهم ، وعلماء يستفيدون من علومهم ، ومرجعا في الحوادث التي تتجدد على مر الزمان، وبهم حفظ كيان الشيعة .

وقد قامت المرجعية الدينية بالمهمة التي ألقاها حجة الله عليها خير قيام, واثبتت على طول التاريخ دورها القيادي في كل الازمات والعقبات التي كانت تواجه الأمة في كل عصر, وقد وقفت ضد الحكومات التي تتصف بالنزعة القمعية ، والاستبداد، وتكميم الأفواه ، ومحاربة الرأي المعارض ، والتي كان همّ تلك الحكومات هو حماية الكرسي والعرش والمناصب والامتيازات .

فالمجدد السيد محمد حسن الشيرازي قد حرم التنباك وأفشل مخطط الاستعمار في إيران ، و الشيخ محمد تقي الشيرازي الذي قاد دورة العشرين ، و الإمام السيد محسن الحكيم الذي كان بكلمة منه ان يسقط حكومة ويقيم حكومة في العراق, وقد قضى على المد الشيوعي في العراق ، و الإمام الخميني الذي ببركة ثورته أسس كيان إسلامي لم يسبق له نظيرفي العالم وعلى مدى التاريخ ، و الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي بدل دمه في سبيل كرامة الامة وحريتها ، و الإمام الخوئي الذي يعتبر جبل الصبر والصمود قاوم الطاغوت الصدامي واستطاع أن يحافظ على المرجعية والأمة, ودوره الكبير في الانتفاضة الشعبانية المباركة , و الشهيد السيد محمد الصدر ودوره في إحياء شعيرة صلاة الجمعة العبادية السياسية والتي أطلق فيها صرخة هيهات منا الذلة بوجة اعتى نظام استكباري في العالم .

و قيادة الامام السيستاني اطال الله عمره الشريف, التي تعتبر صمام الأمان للعالم الإسلامي من خلال حضورها الفاعل في كل قضايا الامة الإسلامية, ودورها الكبير في حفظ استقرار المجتمع عبر تحقيق الانسجام والتعايش من خلال أهميتها الاجتماعية, وثقلها السياسي ودورها في ترشيد العملية السياسية, وتصحيح المسارات وتقديمها النصح للقادة السياسيين والاجتماعيين, للوصول إلى اتخاذ القرارات الصحيحة على المستوى الداخلي والسياسات الخارجية, وخصوصاً الأمور التي تمس حياة الأمة.

 كما كان للمرجعية الدينية دورا مهما في القضاء على أكبر مخطط استكباري استعماري في المنطقة والذي أرادت فيه امريكا تمزيق العراق طائفياً وتقسيمه واشعال الفتن بين أهله, فكانت فتوى الجهاد الكفائي بمثابة الرصاصة القاتلة لنهاية المشروع الوهابي الصدامي المتمثل بداعش, ليسجل التاريخ هذا الموقف البطولي لمرجعيتنا الدينية في النجف الاشرف.

وهكذا تبقى النجف الاشرف التي تشرف بظلها العلماء والمراجع شامخة بمرجعيتها منذ تاسيسها وحتى يومنا هذا, وبلد الزعامة الدينية في العالم, وصاحبة القرار النهائي في تحرير مستقبل العالم الاسلامي,  وكلمتها هي الكلمة الفصل في كل المواقف السياسية والاجتماعية, رغم انف الحاقدين والانتهازيين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك