المقالات

الفساد بين الواشر والشدة

1916 2020-09-21

  حمزة مصطفى||

على مدى 80 عاما من عمر الدولة العراقية الحديثة (1921) كان هناك جهاز رقابي واحد هو "ديوان الرقابة المالية". وحتى بعد عام 2003 حين تأسست أجهزة ولجان ومجالس مكافحة الفساد بقي هذا الجهاز هو الأول من حيث المهنية والكفاءة بإعتراف الجميع. لماذا لم يتم الإبقاء عليه وحده؟ والله ما أدري. حقيقة لا أعرف وليس إستذكارا لمقولة باتت ذائعة الصيت لواحد من الآباء المؤسسين لنظام مابعد سقوط  النظام السابق. المهم لدينا الآن عدة أجهزة ولجان ومجالس والمحصلة أن الفساد وصل الى الهامة مثلما يقال. والحملة الأخيرة مصداق لما نقول مع إنها مجرد البداية والتي لم تمس سوى الغاطس من جبل الجليد.   ماهو الفرق بين ديوان  الرقابة المالية قبل 2003 وتعدد أجهزة الرقابة والمحاسبة بعد عام 2003؟ الفرق أن الفساد الذي لم يخل منه عهد من العهود كان مقننا بحيث يستطيع جهاز واحد ضبط إيقاعه وحتى السيطرة عليه ماعدا إذا كان فسادا رسميا يتمثل بتبديد أموال الدولة على دول وجهات ومنظمات إقليمية ودولية مثلما يتهم النظام السابق بذلك من قبل خصومه. ماعدا ذلك فإن الحديث عن الفساد في تلك العهود كان لايتعدى طبقا لما بقي متداولا لعقود من الزمن الرشوة البسيطة التي لم تتعد "الواشر" وهي العملة النقدية الحديدية التي كان معمولا بها سابقا والتي تبدأ بـ "العانة" أي "أربعة فلوس" في العهد الملكي. ونظرا لأهمية العملة النقدية أيا كانت فإنه حين أضاف الزعيم  عبد الكريم  قاسم فلسفا إضافيا بحيث أصبحت "خمسة فلوس" إنتشرت آنذاك الأهزوجة الشعبية المشهورة "عاش الزعيم اللي زود العانة فلس". ولو كانت هناك سوشيال ميديا في ذلك الوقت لرأينا حجم التأييد للمؤيدين والرفض للرافضين لذلك  القرار التاريخي في وقته وبمقاييس زمنه.  والعانة التي كانت 4 فلوس قبل أن تصبح 5 بأمر ديواني من الزعيم دخلت في  المخيلة الشعبية تحت مسمى "الواشر" كما أسلفنا والذي تحول الى صفة لصيقة لأبي إسماعيل. وأبوإسماعيل إبتلى على عمره مثلما إبتلى واحد من أكثر رؤساء الوزارات نزاهة آنذاك وهو الفريق طاهر يحيى الذي منحته دعاية مناوئيه وصفا قاسيا هو "أبو فرهود" مع إن الرجل وطبقا لما كتبه المؤرخون عن تلك الفترة إنه لم يفرهد شيئا. ننتظر الآن الخطوة الأولى التي بدأتها الحكومة في محاربة الفساد الذي إنتقل من .. الواشر الى الشدة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك