حيدر الموسوي*||
اشتقت الى صديق وذهبت اليه لتنعقد بيننا جلسة خفيفة قصيرة الوقت للحديث عن ما يجري وتذكرنا كعادة العراقيين في العيش على الاطلال واستحضار الماضي حينما كان يجمعنا عمل سوية لعدة اعوام
فنبتسم كثيرا ونحن نتذكر تلك الايام ونلعن هذه الايام
البائسة التي نعيشها الخالية من اي طعم او رائحة حتى ايامنا صارت متشابهة لا تختلف عن بعضها الى درجة لا نتذكر ماهو اليوم اليوم الحالي
الجلسة لاتكاد تخلو من الشكوى والتذمر عن ما ألت اليه الامور وستؤول ايضا والقراءات السابقة للمحصلة
المتوقعة وان ما يحدث هو نتيجة الفشل والشتات للعملية السياسية والحياتية والوصول الى الفوضى
فالاغلبية الصامتة لاتعرف ماذا يحدث وغير قادرة على الكلام وسط ضجيج الصياح والاسهال الاعلامي
لكنها تعبر عن نفسها انها ليست بخير !
وان الواقع الحياتي والاجتماعي في هذا البلد لم يعد يطاق
فكل شيء يبدو انه غامض وذاهب الى المجهول
فالفشل بات السمة الحقيقية التي ترافق هذا البلد
رغم انحسار مساحة التفاؤل او حتى غيابها
فلغة الفوضى والصراع والتناحر هي التي تسود في ظل وهن الاغلبية العقلائية والحلول التي لا يراد لها ان تكون حاضرة
بسبب التفكير النفعي والمصلحي لصانعي القرار
فضلا عن الخيبات المتتالية عندما يتم وضع العاهرات والقوادون في مراكز ادارة الرعية وتهميش واقصاء النزيهين والنخب الفاعلة ومحاولة تغييب مكانتهم او اعطاء بعض الفتات لجزء منهم من الذين يعيشون اوضاع اقتصادية سيئة لاسكاتهم فقط
فمن السخافة ان يكون وزير او من هو بدرجته او ادنى بقليل هو ليس سوى شخص سطحي بائس ومجرد اداة لجهة ما لا يمتلك اي دراية بادارة المؤسسة التي يرأسها وعليه واجبات ثقيلة ويمارس دور الدكتاتورية على الموظفين الذين تحملوا اعباء الحيف والظلم وقدموا خدمات جيدة طيلة فترة عملهم
جراء معاناته من عقدة النقص والانزعاج من هذه الفئة النظيفة
بالتالي عندما يتحدث احدهم بان كل الموظفين فاسدين
هذا اجحاف فالكثير منهم حافظوا على مبادئهم وقاوموا الاغراءات رغم حاجتهم الماسة
لكن النهاية انه تم اهمالهم لعدم اجادتهم سوى دور واحد
وهو الخدمة بشرف
هذه الاجيال التي البعض يسميها جيل الطيبين لديهم ثروة الاخلاق فما ان ينقرضوا من مؤسسوات الدولة
حتى تأتي اجيال ترعرت في كنف ثقافة مغايرة
ونخشى ان لا يكون لديها هم سوى التفكير بالسرقة لتغيير وضعهم الحياتي والمعاشي كون البقاء في حلقة النزاهة ستدعهم يعيشون متلازمة الكفاف والتقشف
بشكل عام العراق الان لا يمكن وصف حاله الا بالبؤس
فحاله لا يسر حتى الاعداء
والمصيبة الاكبر ان هناك غياب واضح للارادة الجماعية في انتاج حل
لكن يوجد سلوك جمعي في الثرثرة والمتاجرة بالعاطفة وتغليبها على لغة العقل والمنطق والحلول الناجعة
كل هذا الصراع والتناحر من اجل المزيد من الحصول على الاموال بطريقة مشروعة او سواها
*نائب رئيس مركز القرار السياسي