بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام في واقعة الطف استيقظت الامة من غفلتها تجاه الحاكم الظالم, وشعرت بظلم الدولة الاموية التي مارست الارهاب القمعي, عندما شنت الحملات الإرهابية ضد انصار الاسلام الحقيقي, واخذ الحكام الأمويون يعيثون في الأرض فساداً, فكانوا يعملون على تعطيل حدود الله وإسقاط السنن النبوية الشريفة والرجوع إلى الجاهلية. وحيث ان الثورة الحسينية قد كشفت حقيقة الجاهلية الأموية التي لبست ثوب الإسلام وهي بعيدة كل البعد عنه, كان لابد لهذه الثورة ان تستمر ضد الظلم والطغيان, وان يحمل الراية رجال شجعان يواصلون مسيرة الاصلاح التي نهض بها الامام الحسين عليه السلام. فكانت ثورة الشهيد زيد بن علي عليهما السلام عطاء لتلك الثورة الحسينية, حيث كسرت حاجز الخوف في نفوس الأمة التي اصابها الركود بعد استشهاد سيد الشهداء عليه السلام , فجعلتهم على مستوى من الوعي السياسي والفكري والجهادي, عندما دعاهم الشهيد زيد عليه السلام للعودة الى كتاب الله وسنة نبيه, وعدم ترك الامر بالمعروف ومواجهة الظالم . والشهيد زيد عليه السلام هو تلك الشخصية العظيمة التي ارتبط اسمها بالقران الكريم حيث أطْلِقَ عليه وصفٌ لا يشاركه فيه أحدٌ من العالمين، وهو (حليف القرآن), لقد كانت ثورة الشهيد زيد عليه السلام رغم نهايتها المأساوية المؤلمة, بمثابة الصاعقة التي أحرقت الحكم الأموي ودفعته إلى الهاوية حيث لم يدم طويلا حتى انهارت الدولة الاموية ولم تسلم امية من القتل الجماعي والابادة ونبش وحرق قبور موتاها الطغاة. لقد مضى زيد شهيداً راضياً مرضياً عند أئمة أهل البيت عليهم السلام , حيث قال فيه الامام الصادق عليه السلام بعد شهادته : عند الله احتسب عمي شهيداً كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم. لقد قام دواعش الامس بصلب الشهيد زيد عليه السلام عريانا لمدة أربع سنين، ثم أحرقوه بالنار، ثم ذروا رماده في الفرات. وهو الحال نفسه حينما شاهدنا دواعش اليوم من عملاء الاستكبار العالمي, حيث قام المقبور صدام الكافر بسجن اتباع اهل البيت عليهم السلام , واذابة اجسادهم في احواض التيزاب والزرنيخ. ثم مافعله النواصب عندما نشروا الطائفية في بلدنا واخذوا بذبح الناس على الهوية, وحرق جثثهم, او رميها لوحوش البحر وهم احياء. ولكن رغم كل ذلك يتجدد عندنا يوميا الف زيد والف عابس , ويبقى الاسلام الحقيقي شامخا رغم انوف الطغاة, وتبقى راية هيهات منا الذلة شامخة حتى تحقيق دولة العدل الالهي.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha