عدنان جواد||
نشرت الدكتورة هبة جمال الدين المصرية، الاستاذة في العلوم السياسية، معهد التخطيط القومي، مقال يتضمن مخطط اسرائيلي امريكي، يجعل المنطقة ولايات يجمعها حب واحترام النبي ابراهيم عليه السلام، سمعنا ترامب يتلفظ بلفظ ابراهيم في خطاب التطبيع ، فهل كان صدفة، او بالمعنى الظاهري، ولكن في الحقيقة هو مخطط ينفذ على ارض الواقع، المخطط من تسعينيات القرن الماضي، فاغلب الدول الغربية دول مؤسسات والولايات المتحدة الامريكية من اهمها في عمل المؤسسات، وكل مؤسسة تختص في مجال معين، قامت الدكتورة هبة، بالبحث لمدة 4 سنوات في هذا الموضوع، وهي تقول ان التطبيع سوف لن يقف عند الامارات والبحرين، وانما سوف يمتد لأغلب الدول العربية، تحت مسمى الابراهيمية او(مبادرة السلام الابراهيمية)، وان اصل المخطط يعود لمواطن مصري اسمه سيد نصير سجين في امريكا بتهم الارهاب، ادين بقتل حاخام يهودي، فاراد الخروج من السجن فقدم دراسة لهلاري كلنتون عام 1991، تتضمن مشروع اسمه الاتحاد الابراهيمي الفيدرالي، وهو يخدم الامن القومي الامريكي، وفيه حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، عبر اقامة دولة ابراهيمية، تتلاشى خلالها الحدود ويعيش اليهود مع الفلسطينيين بجواز سفر ابراهيمي.
بعد ذلك تبنت المشروع جامعة هارفارد، فأرسلت فريق من الباحثين لمنطقة الشرق الاوسط، الدول العربية كافة، وتركيا وايران واسرائيل، وتوصل الباحثون ان الشارع العربي المسلم والمسيحي واليهودي يحمل مكانة كبيرة للنبي ابراهيم، وهذا المسار يلغي الهويات الفرعية، ويلغي القومية ومن نحن، فأولاد المنطقة اولاد عمومة ولا مجال للصراع والتنازع، والجميع من اسرة واحدة والتي يجب ان يسودها الاحترام والمودة، ونسيان الصراع الازلي الناتج من شعور السيدة سارة والسيدة هاجر بعدم الاحترام المتبادل، وان تم هذا الاحترام سوف يعم السلام.
تم طرح مشروع الابراهيمية من قبل جامعة هارفارد مدخلا لقبول التطبيع، الذي فشلت فيه اسرائيل منذ اعلان وجودها عام 1948، وهذا المشروع لا يأخذ الارض بالقوة واستخدام السلاح والحروب ، وانما بالحشد المجتمعي السلمي بالسيطرة على العقول، وذلك بان ارض هذه الدول ستكون لأصحاب الفكرة، وقد قال عن هذا الامر جون كيري عام 2013(الارض الابراهيمية المشتركة للأديان) وهي بالحقيقة نفس خريطة ارض اسرائيل الكبرى، ويعتمد المخطط على جمع بين رجال الدين والدبلوماسيين والساسة للتفاوض ومن خلال الكتب الثلاثة، والوصول الى المشترك الديني لوضعه على الخريطة السياسية لإعطاء الحق للشعوب الاصلية، ويثبت ذلك عبر ابحاث الجينات وتوثيق التراث، والوثائق التاريخية، وبالفعل هناك دعاوي مرفوعة من اسرائيل على دول مثل مصر والسعودية وغيرها للحصول على تعويضات مالية بسبب الادعاء بتهجير اليهود من تلك الدول.
والمخطط الاوضح للإدراك والأنضج والذي يسمى (الولايات المتحدة الابراهيمية) وقد اشتركت فيه جامعة هارفارد وفلوريدا، والمخطط يقوم على اتحاد فيدرالي يجمع الدول العربية، وايران وتركيا كولايات، يكون التحكم في الموارد مركزيا لدى السلطة الفيدرالية التي تضم اسرائيل في المرتبة الاولى، وتركيا في المرتبة الثانية، فيقوم هذا الاتحاد الفيدرالي بإزالة الحدود، فلا مجال للخوف وبإمكان الفلسطينيين التنقل في مختلف ولايات الاتحاد بجوازهم الابراهيمي، وهنك ضرورة انسانية تفرض الاستفادة من الموارد من قبل الجميع، وان الشرعية والقيادة للدول التي تمتلك التكنلوجيا وهما اسرائيل وتركيا، وتذكر الدكتورة هبة ان هذا المخطط مطلع عليه ساسة وقادة الولايات المتحدة الامريكية ، والمنظمات الدولية، والدليل دائما يظهر في تصريحاتهم وخطبهم، ففي عام 2018 تحدث انتونيو جوتيرش بمجلس الامن عن تقاسم الموارد الطبيعية بسبب فشل المؤسسات بالدول التي تمتلك الموارد في ظل تغيير المناخ، وفي المنطقة هناك ثلاثة موارد رئيسية: المياه، البترول، الغاز، ونتيجة لتخطيط مسبق، تم افشال الدولة القومية في ادارة الموارد، وخاصة في ادارة ملفات التعليم والصحة والرفاهية، ومطالبة كل مدينة وقرية حتى بالانفصال عبر الحشد الاجتماعي وحجة المطالبة بالحقوق، والارهاب الذي تم اثباته ان اتباع الدين الواحد اشد احترابا من اتباع الاديان الاخرى من قتل وتهجير، والصراع السني الشيعي، والذي تم من خلاله شيطنة ايران وجعلها فزاعة ، تدفع دول الخليج الى تمويل مشروعات الربط مع اسرائيل، مع العلم ان تصنيف ايران في المخطط اعلى من العرب، ولكن بعد استبدال نظامها الحالي اما بأسقاطه او اقامة مراجعات فكرية تغير منهجه، وربطت احداث حدثت مؤخرا، كانفجار مرفأ بيروت، ومطالبة الناس برجوع الاستعمار الفرنسي، وهل هو فعلا لتصعيد الصراع مع ايران، ام تغيير المواقف، وسعي تركيا للتنقيب على الغاز في مناطق بعيدة عن حدودها، وما يحدث من خلاف حول سد النهضة، وفي النهاية لا العرب ولا تركيا سوف تستفاد من هذا المخطط، لأنه سوف يعتمد على الشعوب الاصيلة، وهذا يعني عودة اليهود للدول العربية وتوثيق التراث اليهودي، وتقول انها لا تتحدث عن مؤامرات، بل هناك خريطة ومخطط واضح، وهناك وقائع على الارض تتحقق منها نقل السفارة الامريكية والكثير من الدول العالم للقدس، وهدفه البحث نشر الوعي ، واطلاع الشعوب في هذه المنطقة ، بما يدور في مراكز الفكر الغربية وطرحت عدة امور لإفشال هذا المخطط:
1ـ رفض مسمى الابراهيمية رفضا قاطعا.
2ـ رفض ربط المشاريع الاقتصادية والاستثمار مع اسرائيل من قبل الدول العربية بترسيم الحدود ، حتى لا تنتقل مستقبلا الى مشروعات تهدد الامن القومي العربي.
3ـ رفض المطالبة بعودة اليهود للدول العربية، فالأمر منفصل بين اقامة العلاقات والموافقة بعودة اليهود.
4ـ اقامة مراكز ابحاث سياسية تعمل على دراسة هذا المخطط، وانها تحذر من ابتلاع اسرائيل المنطقة ككل بطرق وادوات لا نعلم اغلبها، فينبغي رفع الوعي والاستعداد لذلك.