المقالات

الفرات 

1584 2020-09-15

  محمد وناس||   قد تكون الكتابة عن الفرات لها وقع شخصي وليست صورة عامه لكل العراقيين . لكن استطيع ان اجزم ان كل من سكن قريب من الفرات يحمل في داخله افكار وانطباعات ومشاعر قريبة من ما احمله لهذا المخلوق العجيب ..  قرب الفرات تختلط كل  المعاني .. التاريخ  والعاطفة . الحزن والفرح .. الحياة والموت  الالم  والسعادة .  يتهادى في تعرجه كأنه ثعبان عملاق يخترق غابات النخيل . والتي بدورها تحتضنه كعاشق لمعشوقة حتى تكاد تخفي ضفتيه في كثير من الاحيان بين جذوعها والأغصان .. .  من قبل ان يوجد الانسان على الارض كان الفرات . نعمة ربانية . وهدية سماوية لهذه الارض .  حوله تأسست اول المدن وفي جواره اقيمت اول التجمعات السكانية ., وفي جوانبه قامت اول الامبراطوريات والممالك .  اطلقوا عليه اسم النهر المقدس (على امواج الفرات المقدس جعلت رونقه يتلألأ) النص منقول عن نبوخذ نصر من كتاب تاريخ بابل . مارغريت روتن . منشورات عوبدات . بيروت  طبع اثره في شخصية  الفرد العراقي .حتى صارت المزاجيه العراقية هي انعكاس لمزاجية الفرات باختلاف مواسمه  . فبين هدوء النهر في موسم بذار الحبوب في نهاية شهر ايلول . والجهد الكبير الذي يبذله الفرد العراقي قديما لغاية الحصاد في نهاية نيسان يعيش العراقي القديم حاله من الترقب والقلق وعدم الاستقرار خوفا  على محصوله من فيضان الفرات  في نيسان فيذهب كل جهده سدى ..  في ذات الوقت  كل ما عنده من نعمة من اثر هذا النهر المقدس . فجعلوه رمزا لهم في اكثر من محل .  فأصبحت هذه العلاقة الغريبة بين العراقي والفرات والمبنية على رغبة ورهبة . قدسية  ورعب . مزيج من المتناقضات .غرست في صيم تكوين العراقي . حتى جاءت واقعة كربلاء على اطراف الفرات  وإضافة صورة اخرى من المفارقات العجيبة لهذا النهر المقدس .  الحسين وأهله يطلبون الماء , ابو الفضل العباس يملئ قربته من الفرات ثم يترك كفيه  الشريفين عن شريعة النهر ثم بعدها بقليل يفارق الحياة على ضفة النهر المقدس ليعطي للعلقمي والفرات قدسية اخرى .  وبعد ان استقبل العراقي التشيع وتبناه فكرا وفلسفة .  اضاف  الفلكلور والعرف العراقي الذي انسجم مع التشيع  , للفرات قدسية اخرى  ورفض اخر . اي انه حمل نفس التناقض القديم في النظره لهذا النهر المقدس المشئوم .  افاطم لو خلت الحسين مقطعا عند شاطئ الفرات   اذا للطمت الخد عنده وأجريت دمع العين بالعبرات .  بين من يشتمه لان ماءه امتنع عن سقي عيال الحسين . وبين من يتبارك  ويستشفي بماء الفرات السائر  من تحت ضريح ا ابي الفضل العباس 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك