السيد محمد الطالقاني||
يعتبر المرجع الاعلى سماحة السيد السيستاني اطال الله عمره الشريف, رائد المشروع التغييري والاصلاحي في العراق, حيث تجلت قيادته في اروع صور القيادة والزعامة الدينية والسياسية, واصبح مدرسة ومنهجا لكل قادة العالم, ومنارا يقتدي بها الاجيال في رسم الصورة الحقيقية والصحيحة للزعيم الديني- السياسي.
وقد امتاز المرجع السيستاني بالحكمة العالية التي حيرت العقول واذهلت الساسة, فكان يلتزم الصمت تجاه كل ما يؤجج الفتن والتناحر الطائفي, تلك الفتن التي حاولت زعزعة الوضع, لكنه بصمته العجيب حقن دماء المسلمين.
فكان ناصحا ومرشدا لكل السياسيين، حتى بحَّ صوته من تكرار الدعوات لهم , بان يعوا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، وينبذوا الخلافات التي ليس من ورائها إلا المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية، ويجمعوا كلمتهم على إدارة البلد بما يحقق السعادة والتقدم, لكنهم كانوا يجتمعون عَلَى الباطل ويتفرقون عن الحق, بعد ان غرتهم دنيا هرون فتركوا شعبهم, واضحت مصالحهم همهم الوحيد .
واليوم... والعراق يعيش في جو مضطرب سياسيا, وامنيا, واقتصاديا, وصحيا, واجتماعيا, يقف الاب الروحي لهذا الامة ليضع خارطة الطريق للخلاص من هذه الازمة امام ممثلة الامم المتحدة في العراق, لتكون هي شاهدة على الحكومة العراقية في تطبيق هذه الخارطة التي رسمها سماحة السيد السيستاني حفظه الله.
فقد اكد سماحته على ان المسار السلمي الصحيح للخروج من المأزق الراهن الذي يعاني منه البلد, نتيجة لتراكم أزماته سياسياً, واقتصادياً, وأمنياً, وصحياً, وخدمياً , هي الانتخابات المبكرة, وان تنتخب الامة بكل حرية وبعيداً عن أي ضغط من هنا أو هناك ممثليها في مجلس النواب القادم.
كما اكد سماحته على الوقوف بوجه التدخلات الخارجية في شؤون البلد, وإبعاد مخاطر التجزئة والتقسيم عنه, والحفاظ على السيادة الوطنية, ومنع خرقها وانتهاكها.
واكد سماحة المرجع الاعلى على مكافحة الفساد, وبسط الامن في البلد, واحترام القانون, واجراء العدالة بحق كل الذين اقترفوا الجرائم من قتل وخطف وغير ذلك.
كل هذه الامور لاتتحقق ولا يمكن التوصل اليها في ظل جو يسوده تضارب الأهواء, والانسياق وراء المصالح الشخصية, أو الحزبية, أو المناطقية،التي تسيطر على افكار الساسة المتصدين, فلابد اذن من الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية وعدم التفريط لأي ذريعة بسيادة البلد واستقراره واستقلال قراره السياسي.
إن كلمات الشكر كلها عاجزة أمام عظمتك ياسيدي السيستاني, فبقيادتك لسفينة العراق بكل حكمة وهدوء وسط تلك الامواج المتلاطمة, بسبب مراهقة وتهور وفشل وفساد الساسة الذين باعوا العراق, قد انقذت الامة من الهلاك والضياع.
فتحية اجلال وتقدير واحترام لك ياسيدي السيستاني.... وليعلم الجميع من الاصوات النشاز التي ترتفع هنا وهناك, ان المرجعية الدينية هي التي لها حق اعطاء الراي وتحديد المواقف وليس نحن , لانها نقطة القوة لنا, وقارب النجاة للجميع وهي التي لها الفضل في اعادة الهيبة للبلاد والعباد وارجاع العراق الى مكانته الدولية , وهي التي خلقت الارادة القوية لدى هذا الشعب , هذه الارادة التي سوف تغيير خارطة العراق السياسية بعد ان يرمي هذا الشعب كل الخونة والسراق في مزبلة التاريخ .