إن عطاء نهضة الامام الحسين عليه السلام هو عطاء مستمر ودائم، على مختلف العصور والدهور والأجيال، فهي بمثابة المشعل الذي ينير الدرب للثائرين في سبيل رسالة الحق، الرسالة الإسلامية الخالدة. فقد كانت نهضة الإمام الحسين عليه السلام نهضة صادقة، استشعر فيها المسلم روح الإيمان الصادق، وعزّة النفس والكرامة. لقد جسدت نهضة الإمام الحسين عليه السلام قيم ومبادئ حقوق الأمة والبشرية جمعاء, وذلك من خلال دعوتهم الى ان يكونوا احرارا في دنياهم, وايقاظ الضمير الإنساني باتجاه القيم الحقة، والإنتصار لها، وتحقيقها على أرض الواقع. فهي لم تكن نهضة مختصة في مكان وزمان معينين, ولم تحدد بدين أو مذهب أو قومية معينة، بل كانت للإنسانية جمعاء على امتداد التاريخ, حيث رسمت للامة سبيل الخلاص من الظلم وطلب العدالة والحرية. لقد شكّلت النهضة الحسينية مدخلاً ثقافياً للمسلمين عندما رسمت للتاريخ صورة الاصلاح بمعناه الحقيقي , ووضحت للامة ان الإسلام لم يكن فاسداً حتى يتطلّب إجراء الإصلاح عليه، كما يتصوره البعض خصوصا من الذين يدعون الحضارة والمدنية هذه الايام, بل الاصلاح هو على السلطة الحاكمة التي خرجت عن تعاليم الإسلام. وهذه الصوره , هي نفس الصورة التي نشهدها في عالمنا اليوم عندما حكمت الاحزاب الاسلامية بلدنا منذ سقوط البعث الكافر والى يومنا هذا حتى بات بسبب جبروتهم وسوء ادارتهم والفساد الذي استشرى بالدولة والمجتمع لا يُعرف من الإسلام إلّا اسمه. لذا واصلت المرجعية الدينية طريق النهضة الحسينية في تحشيد الامة , وحثها على مواجهة الظلم والفساد، ودفعها للانتفاض على المفسدين وتعرية أساليبهم, وتوضيح مسار الانحراف ، ووضع حدٍّ للفساد الذي أخذ ينخر مفاصل المجتمع, بسبب جهلهم وتعنّتهم وتشويههم لصورة الهوية الإسلامية الحقيقية التي استبدلوها بهويات تتصارع من أجل الوصول إلى كرسي الحكم. لذا يجب علينا التمسك والولاء والطاعة لقيادة المرجعية الدينية التي تعتبر امتدادا لمقام النبوة والامامة وممهدة لظهور الامام المهدي ارواحنا لمقدمه الفداءظو فما تراه هذه القيادة الربانية فيما يصلح ساحتنا السياسية هو الذي يجب ان يؤخذ به, وهذا التمسك بلا شك يقصر طريق المعانات ويخفف الالم التي تمر بها الامة الاسلامية في عموم العالم وخصوص المنطقة وهو الذي سوف يحقق النصر القريب باذن الله تعالى
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha