المقالات

ألواح طينية؛ لا تكسروا قوس الحشد فتندموا..!

1502 2020-09-09

 

قاسم العجرش qasim_200@yah00.com||

 

فيما مضى من زمان، كان في إحدى بوادي العرب صيادا ماهر للغزلان ، وكان مشهوراً ببراعته في الصيد ، فلا يكاد يعود خاوياً من رحلات الصيد التي يذهب إليها … وكان  هذا الصياد يمتلك قوساً نادراً ومُتميّزاً عن باقي أقواس الصيد، فكان مُتقَنَ الصُنعِ دقيقاً في الاستجابة للرمي ، خَشبُه عصيٌّ على الكسر ليّنٌ كما يقتضيه الليْنُ ، شديدٌ إذا اقتضت الشِدّةُ ، فوترُه مشدودٌ لا ينقطع ، يدفعُ السهم بدقّةٍ لا تحيد ، وقوّةٍ لا تُرَد ، وسرعةٍ تخطف الأبصار

خرجَ الصياد يوما في رحلةٍ ليليّةٍ للصيد ، وحمل معه قوسه وسهامه ، وعندما وصل إلى مناطق الصيد التي اعتاد العرب على الصيد فيها ، كان الليلُ دامساً والسماء خاويةً من القمرِ، والنجومُ تحجبها غيومٌ سوداء.

 ظهرَت الغزلان في المكان الذي يقف فيه الصياد، وكان يُحدّد مكان الغزال من البريق في عيون الغزال ، فكانّ يشد وتَرَ قوسه على السهم ويرمي به الغزال ، فينطلق السهم من القوس كالبرْق ويُسمعُ صفيرُه مع الرياح ثمَّ يرتطم بالصخرة قادحاً شراراً من ارتطامه بها، كان الصياد يستغرب من خيبته في تحقيق الهدف، فثقته بقوسه كبيرة، إلّا أنّه كان يعاود الكرّةَ مع غزالٍ آخر ويرميه بتركيزٍ أعلى ودِقّةٍ أحكَم، وفي كلّ مرّة كان يرى شرار ارتطام السهم بالصخور حتى ضجر من ليلته المشؤومة وخيبته المتكرّرةِ ، وتملَّكَهُ الغضب فكَسَرَ قوسه ، وجلس ينتظر الصباح ليعود إلى قبيلته حاملاً خَيبتَه وغضبَه.

وعندما أشرقت الشمس ولاحت خيوط الفجر، وزالت الظُلمةُ التي تغشى المكان، اكتشف أن كلَ سهامه التي أطلقها أصابت الغزلان التي سدَّد عليها واخترقت أجسادها، ولكن من قوّة انطلاقها كانت رؤوس هذه السهام تخرج من الطرف الثاني للغزال، وترتطم بالصخر فيقدح شرارُها ، وهو ما كان يحسبه فشلاً في تحقيق الهدف!

نظرَ الصياد إلى قوسه نادماً ، وجمعَ أخشابه التي كسرها مع الوتر الذي تدلّى من أطراف الخشب ، ثمّ جمع غزلانه التي اصطادها وفي عينيه دموعُ الندم على تسرّعه في كسر قوسه ، وعلى نفاذ صبره وخطئه الذي ارتكبه في ظلمة الليل !

عاد الصياد وأسمه الكُسَعي؛ إلى قبيلته مكسوراً حزيناً فقوسه من النوادر ويصعب تعويضه ، وأصبحت قصّتُه مثَلاً بين العرب يقولون فيه : حذارِ أن تندم ندامةَ الكُسَعي.

الحشد الشعبي هو القوس الذي قاتلنا به الدواعش الأشرار، وهو القوس الذي ستفقأ نباله كل من يتطاول على إستحقاقاتكم فحذار ان تكسروه فتندموا، ولا تجردوه من نباله فنزع سلاح الحشد سيجعلكم أذلة أبد الدهر، وستجبرون على الخنوع الى العدو {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً}.

الحشد آخر جدار تتكئون عليه، وإذا سقط هذا الجدار أنكشف ضعفكم، وبانت سوءاتكم، وأضحيتم عصفا مأكولا..توازن الرعب مطلوب(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)..

كلام قبل السلام: هما طريقان الطريق الأول: [ فَاذكروني ٲذكركم ] ..الطريق الثاني : [نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم ] .. فلكم حرية الاختيار، {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيماً}!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك