المقالات

فن الصدمة والإدهاش في صناعة الرموز 

2278 2020-09-08

  محمد حمزة وناس||   وانت تستمع لقصيدة شاعر لم تسمع باسمه سابقا في ابياتها مضامين لم تعهدها سابقا تخاطب المكنون في روحك او ما يجول في خاطرك من هواجس تخشى تحريكها . فترضي الكلمات والمغزى غرور نفسك , او تضع لك نقاط بداية جديدة لما يعالجه ضميرك من جدليات بين المبادئ و الواقع .. كل هذا يسمى الادهاش ……..!!!!!!!!! وأنت تستمع لحديث من مصدر موثق عن رمز رسمت له في خيالك موقع سامي وبرج من العظمة , معززا حديثه بادله ووقائع معينه يجعلك تغير رايك او قناعاتك بهذا الشخص او حتى في نظرية ما فهذا يسمى الصدمة …………!!!!!!!!!!!! فن الادهاش . لعبة اكتشفتها السينما العالمية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وأجادت استخدامها بشكل منقطع النظير في صناعة رموز وشخصيات كثيرة كان لها تاثير كبير في واقع الانسانية سلبا او ايجاب . ولغاية اليوم ما زالت هذه اللعبة تأتي ثمارها بشكل كبير في فن السينما . وتحقق نجاحات عملاقة . فن الصدمة …. بعد نجاح الادهاش في السينما استثمر الاعلام وخصوصا القنوات الخبرية والناقلة للحدث اليومي ( قنوات الاخبار ) استثمروا هذا النجاح بشكل معكوس لإنتاج فن الصدمة حتى وصل الامر لإنشاء صحف وقنوات تلفزيونية همها الاول نقل الفضائح ( الصحف الصفراء ,, او الاعلام الاصفر ) وخلق صدمات لدى المتلقي بأسلوب مدهش . فن الصدمة والإدهاش استثمرا كثيرا في صناعة رموز وزرعها في مخيلتنا . وتحويل انظار البسطاء نحو اهداف معينه .. فكل مؤسسة تريد الترويج لفكرة معينة تقوم في البداية وبشكل تدريجي بإسقاط البديهيات السابقة في عقولنا عن طريق الصدمات الخفيفة ثم تتوالى الصدمات لتنتهي بالضربة القاضية . في الجانب الاخر تخلق جو من الدهشة لما تريد تسويقه لخلق بديل في نفس المتلقي . فهذا غاندي والذي اعتبر …(ومازال يعتبر) رمزا للكفاح السلمي ضد الظلم . في واقعه واحد من اكبر الشخصيات التي مرت على التاريخ عنصرية وأكثرهم تميزا وقد قتله الهندوس لتطرفه . ومن يعرف بطبقة المدنسين ( اكثر من 50 مليون انسان ) في الهند يكتشف ان غاندي اكثر من وقف ضد هذه الطبقه ومنعها حتى من التصويت . وهذا مانديلا رمز الكفاح ضد العنصرية والذي تحدى السجن لمدة 29 عام . وزوجته تقاتل بكل شراسة على كل المحاور في سبيل ايصال صوت زوجها الى العالم . وقد نجحت في خلق اسطورة مانديلا . فكان جزاءها ان طلقها بعد خروجه من السجن مباشرة . حتى جيفارا ابيح له ما انكر على غيره فالرجل ارجنتيني قاتل في كوبا واصبح وزير للاقتصاد في كوبا الشيوعية ويعامل اليوم كرمز عظيم من رموز التحرر والثورة ضد الظلم وصوره على قمصان الشباب مدعي المدنية والتحرر والفكر الثوري بينما يعيبون على الجنرال قاسم سليماني وقوفه مع العراق وسوريا في حربهما ضد الارهاب وبطلب رسمي. ما استخدم في ابراز صورة جيفارا . وخلق هالة من الادهاش حوله . استخدم في تسقيط الجنرال سليماني وخلق حاله من الصدمة في التعاطي مع هذه الشخصية . كل هؤلاء وغيرهم من الرموز الذين خلقهم الاعلام وخلق حولهم هالة من الادهاش وصنع منهم نماذج لنقدسها وندافع عنها بكل ما اوتينا من قوة بلا وعي هم في الحقيقة صناعة الاعلام المدهش . بل تطور الموضوع ليقدم لنا الاعلام بعض من الممثلين ولاعبي الكرة كرموز انسانية عملاقه يقلدها الشباب في كل شي نحن اليوم نعيش في عالم من التكنلوجيا اساسه الانترنت والتواصل الاجتماعي بكل مواقعه . ونعيش تحت تأثير الصدمة والإدهاش بشكل لا سابق له على طول التاريخ البشري . فكل ما أمنا به خلال حياتنا الماضية تحت تأثير الادهاش فقدناه سريعا تحت تأثير الصدمة , حتى اصبحنا فاقدين للثقة بكل شي قبل ان نكتشف ما هو .كل ما حولنا يعيش في فلك الاكاذيب والتصنع الخبيث لأجل الفوز بعواطف الناس والهيمنة في ما بعد على مقدراتهم ورقابهم .. العاملون في الساحة الاعلامية العربية والعراقية خصوصا ( سياسيا واقتصاديا واجتماعا ), يحالون تقليد ما عايشه العالم الغربي قبل خمس او اربع عقود من الان في استخدام هذا الفن . وغير مدركين ان العوام والبسطاء قد ادركوا اللعبة وفهموا المغزى حتى وان لم يطلعوا على قواعدها او كيف تدار . فقدوا الثقة بكل ما يخرج من المتصدين للساحة بشكل مطلق , ليصبح اي طرح عقلاني او ذو هدف نبيل قابل للتسقيط متى ما اراد العدو.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك