المقالات

زينب أسمعتنا صوت الحسين....

1242 2020-09-02


أمل هاني الياسري||

لم تنتهِ كربلاء في العاشر من محرم الحرام، فلقد رسم الأحرار الحسينيون واقعة الطف، تأريخاً عظيماً لطلب المجد، وإعتلت رؤوسهم الرماح، لأن رحلة شاقة وعسيرة بإنتظارهم، منوعة بأقسى صنوف العذاب، والقسوة، والأحزان، يتقدمهم رأس رجل أراد الإصلاح في أمة جده، ولم يكن نصره عاجلاً، بل صنع نصراً آجلاً خالداً شاملاً، وما أفعله أنا من طقوس وشعائر، يراه إبني ليقلده حفيدي، وهكذا تتخرج كل يوم وجبات جديدة، من أجيال الحرية والكرامة.
ليلة دفن الأجساد في الثالث عشر من محرم، وثيقة ناطقة بالدم والدمع، لأن الأبصار والبصائر ترنو للبيت العلوي، والذعر والخوف والنار تتخطفهم، وما جرى من حرق للخيام، وموت للأطفال عطشاً، حدث عندما ولت الأمة أمرها لمَنْ لا يستحق، فكربلاء صحيفة إدانة على همجية العدو، ومكاشفة عالمية ضد الأنظمة الإستبدادية، وقد أرعبت العتاة والطغاة، فتأريخ الدين والعقيدة، يكمن في قبور شامخة تبث الحياة للجميع، وما وجدت إلا العقيلة زينب، لتقوم برسم ملامح هذه الليلة الأليمة.
الحادي عشر من محرم والأيام التي بعده، سيسكت العالم بأسره، فلون الدم المنتصر هو المسموع، فهناك صوت يصدرمن رأس رجل يريد الإصلاح في أمة جده، ليعلن إنتصاره الأزلي، نعم إنها السيدة الحوراء زينب (عليها السلام)، هي مَنْ قصّت لنا كيف أن مخيم الحسين، كان نهاره مكابدة وصوم، وليله صلاة وإقتراءُ، وأنهم تركوا أجسادهم في العراء، ومضوا صوب الكرامة الأبدية، حيث حياة لا موت فيها أبداً، ليعلمنا أن نحسن الصنع بكرامة في وطننا.
لقد علمتنا بيانات عقيلة الطالبين (عليها السلام)، أن ما جرى في كربلاء، يعد تأشيرة دخول الى عوالم أخرى، لا تعرف الخنوع أو الخضوع للطغاة، وأن دروسها ستبقى قيد الدراسة، والتحليل، والتطبيق جزاء حرية الإنسان والأوطان، وأن الرعب والدمار الذي عاشته حرائر الحسين (عليه السلام)، هو نفسه الألم والأسى الذي زرع على باب الزهراء (عليها السلام)، حين غُصِبَ حقها وأُسقط جنينها، لكن الإرادة القوية، والإيمان المطلق بالغيب، والتوكل المكمل لصفات الوعي والتقوى، كلها جعلت كربلاء خالدة.
نقلت لنا السيدة الحوراء (عليها السلام) من دروس كربلاء، أن السلاح المجرب، وهو الموت بشرف وإباء لأجل العقيدة والدين، التي حاول الفاسدون تغيير مسارها، والإنحراف بأحكامه وهدم الإنسان، لذا تقبلوا حقيقة أن ما حدث قد حدث، إبتغاء رضوانه تعالى، وأنه لا يمكننا تغيير الماضي، لكن بإمكاننا صناعة المستقبل المفعم بالكرامة، وأن عِبر كربلاء ومنابرها، وفرت للبشرية الخبز الحلال والعيش الكريم، وعليه كانت الحوارء أم المصائب(عليها السلام)، منبراً وهي تقول لأنصارها: عندما ألتقط أنفاسي الأخيرة سأكون معكم!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك