د. باسم دخيل العابدي||
بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في نهاية السبعينات من القرن العشرين استقبلت القرى المارونية جيش الاحتلال بالرقص والزهور والزغاريد وعرض التلفزيون الاسرائيلي مقابلة مع الماروني اللبناني سعد حداد الذي كان وقتئذ يشتغل لحساب الاسرائيلين برتبة عميل.
صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلة انتقدت حماقة التلفزيون الاسرائيلي بعرض مظاهر الفرح والرقص وابتهاج سكان القرى المارونية في ليلة الاجتياح؛
الصحيفة الإسرائيلية ركزت على مسألة غاية في الأهمية تشتغل عليها إسرائيل وقبلها قوى الاستكبار العالمي تستند في استراتيجيتها إلى تحييد الاسلام عن المعركة وحصره في المساجد وابقاء الروح الإسلامية في حالة تخدير وسبات دائمين و العمل على منعها من الاستيقاظ بكل الوسائل والأساليب ومنها توظيف العملاء وشراء الأقلام وتسخير الحكام.
تقول الصحيفة في انتقاد فعل التلفزيون الاسرائيلي : لكن تلفزيوننا الإسرائيلي وقع في خطأ ارعن فقد تسبب هذا التصرف في إيقاظ الروح الإسلامية ولو على نطاق محدود.
تحذير الصحيفة هو المسار الطبيعي الذي تتبعه المنظمات السرية وجماعات الماسونية وكانتونات المال والسلطة فهؤلاء لاينظرون الا إلى المادة كمحرك للحياة دون الايمان بالغيب وتدخله في مسارات البشر .
هذا الجانب الذي يفهمه المؤمنون ويؤمنون به فقد ورد عن الامام الرضا مايشير إليه بقوله عليه السلام :( يقدرون وتضحك منهم الأقدار).
وهذا التقدير الذي يصدر عن هذه القوى والتقدير الخفي الإلهي المقابل أوقع هذه القنوات في حفرة الحماقة وحملها على ارتكاب مثل هذه الاخطاء وهذه مسالة مطردة قديما وحديثا وستحدث في المستقبل إذ لم تكن المحطة التلفزيونية الإسرائيلية المحطة الوحيدة في سلسلة المحطات التلفزيونية واصحابها الحمقى .
ولا ماصدر عن قناة دجلة العراقية التي ينتمي مالكوها إلى هذه الأمة ويعرف أصحابها عقائد هذه الأمة وشعائرها بحكم قربهم المكاني منهم.
وماعرضته قناة دجلة الفضائية لايختلف من جهة المادة والمضمون عما عرضه التلفزيون الاسرائيلي من الرقص والابتهاج والفرح والغناء .
أما من جهة النتائج والآثار فان نتائج ماعرضته قناة دجلة الفضائية لايفترق مع مااسفر عنه عرض التلفزيون الاسرائيلي فقد كانا سببا للاستنهاض وأحياء الغضب المقدس في أرواح اتباع اهل البيت عليهم السلام في لبنان والعراق
أما في لبنان فبعد وقت ليس بالبعيد تمكن الاحيائيون الحسينيون من طرد الإسرائيليين من جنوب لبنان ولم يجد التلفزيون الإسرائيلي ليعرض حينئذ الا الوجوه الكئيبة المشحونة بالهزيمة والعار.
وأما في العراق فلم يتطلب الأمر وقتا طويلا للرد على حماقة القناة العراقية فبعد يومين فقط على حماقتها تلك انهمر الغضب الحسيني في صدور العاشقين لتتحول نشوة الرقص والكاس إلى سم زعاف يحرق قلوب الفاسدين والراقصين.