المقالات

اعلام الحمقى وحماقة الاعلام

1538 2020-09-01

د. باسم دخيل العابدي||   بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في نهاية السبعينات من القرن العشرين استقبلت القرى المارونية جيش الاحتلال  بالرقص والزهور والزغاريد وعرض التلفزيون الاسرائيلي مقابلة مع الماروني اللبناني سعد حداد الذي كان وقتئذ يشتغل لحساب الاسرائيلين برتبة عميل. صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلة انتقدت حماقة التلفزيون الاسرائيلي بعرض مظاهر الفرح والرقص وابتهاج  سكان القرى المارونية في ليلة الاجتياح؛ الصحيفة الإسرائيلية ركزت على مسألة غاية في الأهمية تشتغل عليها إسرائيل وقبلها قوى الاستكبار العالمي تستند في استراتيجيتها  إلى تحييد الاسلام عن المعركة وحصره في المساجد وابقاء الروح الإسلامية في حالة تخدير وسبات دائمين و العمل على منعها من الاستيقاظ بكل الوسائل والأساليب ومنها توظيف العملاء وشراء الأقلام وتسخير الحكام. تقول الصحيفة في انتقاد فعل التلفزيون الاسرائيلي : لكن تلفزيوننا الإسرائيلي وقع في خطأ ارعن فقد تسبب هذا التصرف في إيقاظ الروح الإسلامية ولو على نطاق محدود. تحذير الصحيفة هو المسار الطبيعي الذي تتبعه المنظمات السرية وجماعات الماسونية وكانتونات المال والسلطة فهؤلاء لاينظرون الا إلى المادة كمحرك للحياة دون الايمان بالغيب وتدخله في مسارات البشر . هذا الجانب الذي يفهمه المؤمنون ويؤمنون به فقد ورد عن الامام الرضا مايشير إليه بقوله عليه السلام :( يقدرون وتضحك منهم الأقدار). وهذا التقدير الذي يصدر عن هذه القوى  والتقدير الخفي الإلهي المقابل أوقع هذه القنوات في حفرة الحماقة وحملها على ارتكاب مثل هذه الاخطاء وهذه مسالة مطردة قديما وحديثا وستحدث في المستقبل إذ لم تكن المحطة التلفزيونية الإسرائيلية المحطة الوحيدة في سلسلة المحطات التلفزيونية واصحابها الحمقى . ولا ماصدر عن قناة دجلة العراقية التي ينتمي مالكوها إلى هذه الأمة ويعرف أصحابها عقائد هذه الأمة وشعائرها بحكم قربهم المكاني منهم.  وماعرضته قناة دجلة الفضائية لايختلف من جهة المادة والمضمون عما عرضه التلفزيون الاسرائيلي من الرقص والابتهاج والفرح والغناء . أما من جهة النتائج والآثار فان نتائج ماعرضته قناة دجلة الفضائية لايفترق مع مااسفر عنه عرض التلفزيون الاسرائيلي فقد  كانا سببا للاستنهاض وأحياء الغضب المقدس في أرواح اتباع اهل البيت عليهم السلام  في لبنان والعراق  أما في لبنان فبعد وقت ليس بالبعيد تمكن الاحيائيون الحسينيون من طرد الإسرائيليين من جنوب لبنان ولم يجد التلفزيون الإسرائيلي ليعرض حينئذ الا الوجوه الكئيبة المشحونة بالهزيمة والعار.  وأما في العراق فلم يتطلب الأمر وقتا طويلا للرد على حماقة القناة العراقية فبعد يومين فقط على حماقتها تلك انهمر الغضب الحسيني في صدور العاشقين لتتحول نشوة الرقص والكاس إلى سم زعاف يحرق قلوب الفاسدين والراقصين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك