المقالات

هل يحق لنا ان نختلف في الحسين؟

1204 2020-09-01

عباس العطار||   يبدأ الاختلاف عادة لحظة تفكير شخص او مجموعة اشخاص في النظر الى زوايا تخدم حركتهم الفكرية او العقائدية او مشروعهم السياسي، ولتعضيد هذه الرؤية يحتاج هؤلاء: اولا: اسناد حجتهم ثانيا: تأويلها ثالثا: ربطها بمنهج معين رابعا: عطفها الى او على حوادث تاريخية ذات اثر كبير في مشاعر وعواطف الناس. خامسا: اعادتها الى جذور عقائدية راسخة في الصورة النمطية عند المجتمع المستهدف. وتعد قضية الحسين عليه السلام اكبر مغنم ثقافي وعقائدي من الممكن استغلالها او استثمارها سياسيا، لجذب مشاعر الناس وكسب قلوبهم والسيطرة على عقولهم ثم تطويعها في سبيل الوصول الى تحقيق الاهداف.  في كل عصر ومصر تولد حركات لها اهداف سياسية او فكرية تتخذ مسلكا في التعبير عن احقية اطروحاتها وصحة دعوتها، وهنا نقطة التصادم ومنطلق التقسيم وبداية الحرب الكلامية التي سرعان ما تتحول الى  اغتيالات فكرية لهذا المذهب الفكري على حساب مذاهب فكرية اخرى، اعتمادا على منهجية التأويل والتبرير للفعل، ولا شك ان مثل هذه الصراعات قد تتطور حتى تصل الى تصفيات جسدية مستندة الى فكرة الأحقية والبطلان والتكفير والغاء الاخر، ومنها ما قد يصل الى حروب تصفية وابادة جماعية.  ما يجري في العراق بِعَدِهِ موطن الجسد الطاهر للحسين بن علي وصحبه الغيارى وعلى ارض كربلاء جرت الملحمة الحسينية الكبرى فشعت بمنهجه ومبادئه التي اضفت على تلك الجغرافية كل الوان الجهاد والإباء والشجاعة والتضحية ونبل القضية وسموها، حتى اصبحت ذات حضور وجداني في نفوس الاجيال بالتتابع، ومنارا يقتدى بها في رد الظلم والاضطهاد والاستكبار ورفض اي تطبيع يقتل الانسانية تحت مسمى سياسي يريد فرض غطرسته على رقاب واموال وحرية الانسان وسلب اختياره.  لا يتجزأ التاريخ وان كتب بيد المنتصرين من تغيير وطمس لجوهر ومبادئ ثورة الحسين، وفي هذا قصص وحوادث كان نتيجتها الفشل وبقي الدم الذي سفك بغير حق هو المنتصر على السيف والقوة والغطرسة، وبقيت الاجيال تنهل من عذوبة صفائها وكانت للثائرين خط شروع ومواجهة ضد الظلم سواء من اتبع الحسين عقائديا او اعجابا بما قدمه من نموذج انساني فريد في التضحيات وصدق المباديء وغرس نبتة الرفض الايجابي عن طريق ترسيخ لاءات الحق بوجه الطاغية يزيد وعصابته. هذا هو الحسين فدعونا نختلف في زوايا وابعاد نهضته ويتخذ كل منا اسلوب يوائم عصره لمقارعة الاستكبار والجبروت ووسيلة للتعبير عن حرية الرأي بشجاعة وصمود، المهم ان لا نفهم الحسين كما يحلو لنا ونتهم اخرين بان نهجهم مخالف له، الحسين مسيرة امتداد في وعي الاجيال وصوت حق مدوي في آذان الطغاة وكلمة صدق جسدت ملامحها هيهات منا الذلة فكان وسيكون وسيبقى سراج الحرية الذي ينير درب الاحرار.   A. G. alattar
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك