الشيخ الدكتور باسم دخيل العابدي||
في ٣ ايار ( مايو) عام ١٩٩١ م اجتمع عدد من الصحفيين الأفارقة في مدينة ويندهوك عاصمة ناميبيا وخرجوا بإعلان ويندهوك الشهير الذي تضمن توصية إلى منظمة الأمم المتحدة بتخصيص يوم عالمي يدعم حرية الصحافة ويحمي الصحفيين من بطش الحكومات وتنكيلها وبعد سنتين من هذا الاجتماع اي في عام ١٩٩٣ م أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة ( اليونسكو) الثالث من أيار يوما عالميا للصحافة.
كذلك خصصت الأمم المتحدة يوما اخر في الاتجاه ذاته أسمته يوم الإعلام الإنمائي ويختص بمسائل التنمية والتطوير.
وعلى الرغم من أهمية هذه العنوانات إلا أنها تفتقر إلى الشمولية واستيعاب مفردات الإعلام جميعها وقيدت العنوان بالصحافة أو باعلام التنمية بما يتعارض مع اتساع مساحة المفهوم من حيث أن العلاقة بين الصحافة والإعلام علاقة العموم والخصوص المطلق حيث أن الإعلام أعم من الصحافة وغيرها الأمر الذي يحد من اشتمال المصطلح على الأفراد كلها .
إخفاقات الأمم المتحدة وارتهان قراراتها ومخرجاتها بيد القوى العالمية المستكبرة ووضوح مواقفها المتضادة مع تراث المسلمين لاتحتاج إلى جهد اضافي لاكتشافها لان هذه المنظمة وان كانت تحمل اسم الأمم وصفة الأممية الا أنها منذ تأسيسها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥ م لم يسجل في تاريخها انها خرجت من تحت عباءة القوى الإمبريالية ومزاجاتها؛ فلا يعول حينئذ على الأمم المتحدة للبحث عن الأنموذج الأصلح واختياره بغض النظر عن مصدره من جهة العرق أو الدين أو اللون.
ولو كانت الأمم المتحدة تتمتع بالاستقلالية والحياد لاعتمدت لجانا استقصائية لتحديد المصداق الصالح والمناسب لمناسباتها وايامها ولغيرت كثيرا من اسماء ايامها وتاريخ مناسباتها.
ولو اعاد جماعة ويندهوك قراءة التاريخ ومروا من كربلاء فوقفوا على أحداث الطف الفضيعة ورأوا زينب تتلو بيان انتصار الثورة في وجه الطاغية ابن زياد ( انك لن تمحو ذكرنا)؛ لاذعنوا حينئذ إلى تلك الحقيقة التي تقول أن الصفحة الإعلامية التي فتحت في الحادي عشر من المحرم عام ٦١ هجرية اكثر الصفحات الإعلامية حضورا وعظمة وعمقا في التاريخ.
ذلك لأن زينب التي يفترض بحسب الطبيعة البشرية والخصائص العاطفية المركزة لدى المرأة أن تضعف وتنهار بعد قتل إخوتها وابنائها في افضع مجزرة عرفتها الإنسانية إلا أنها أدارت المشهد الإعلامي بجدارة وواجهت منظومة الدعاية الأموية ببسالة ووعي قليل النظير بعد أن حاولت الأبواق التزلف والنفاق وبعد أن رسمت المحطات الاعلامية الأموية - التي تشبه إلى حد ما بعض الأبواق والفضائيات الإعلامية المعاصرة- خططها لتشويه النهضة الحسينية وتوصيف قائد النهضة الحسين بن علي بانه خارجي قتل بسيف جده .
من هنا تبرز مسؤولية الإعلاميين الاحرار بالضغط على الأمم المتحدة وحثها على إعادة النظر بتسميات هذه المناسبات لاسيما يوم الصحافة واستبدال العنوان الى يوم الإعلام العالمي وجعل يوم الحادي عشر من محرم يوم الإعلام العالمي لتكريم الاعلامية الاعظم في التاريخ زينب الكبرى بوصفها رائدة الإعلام العالمي وكذلك لهذه المميزات والأسباب:
١. ان السيدة زينب تستحق بجدارة أن تحمل لقب رائدة الإعلام النسوي العالمي .
٢. تعرضت السيدة زبنب لاقسى انواع التعذيب الجسدي والنفسي بقتل أهلها وضربها بالسياط دون أن تنكسر أو تنطفئ.
٣. ان رسالة زينب الإعلامية قابلة للخلود وقد خلدت بسبب دفاعها عن الحقيقة وترويج للفضيلة.
٤. دفاعها عن حرية الإنسان وإرادته في مقابل الاستبداد ومصادرة الحقوق الدينية والسياسية والاجتماعية.
٥. قابلياتها الخطابية العالية وشخصيتها الطاغية وقدرتها على التأثير حتى في أكثر الاعداء قساوة إذ لم يتمكن بعضهم من حبس دموعه أمام الشحن العاطفي والثوري الذي بثته كلمات السيدة زينب.
٦. ان رسالة السيدة زينب الإعلامية تستند في تأثيرها إلى وضوح الرؤية وقوة الفكرة ودقة الكلمة والاحاطة بالموضوع وحسن العرض والمصداقية الكاملة بخلاف ماتستند إليه اكثر إعلاميات الانفلات المعاصر ومذيعات قنوات الرقص والدف لاسيما مجموعة قنوات ( داعش) ولعل ذلك من المفارقات النادرة والطريفة أن يتشكل من اسماء قنوات ( دجلة - الحرة - العربية ،- الشرقية) مختصر داعش ايضا!
فأغلب الاعلاميات في مجموعة قنوات داعش هذه يتوسلن بالاغراء والتغنج والماكياج الصارخ لترويج بضاعة هذه القنوات من الدجل والعار والشر ولاعجب فكل له نصيب من اسمه.
السلام على زينب التي: ( ما رأت عينها شخص ظلها ).
https://telegram.me/buratha