عدنان جواد||
أن التشيع لم يظهر كطائفة إلا في زمن متأخر، عندما انتشرت النحل والملل، وانما كان هناك منهجين بعد الرسول صلى الله عليه واله، المنهج العلوي وهو امتداد لرسالة النبي، ومنهج سفياني اموي يقوده معاوية الذي حكم أكثر من عشرين سنة في الشام، بتنصيب وتوصيه من الخليفة الثالث، منهج قاىم على نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة غير المدسوسة، والقران الناطق أهل البيت عليهم السلام، الذين ينطقون بالحق ويعملون بتعاليم الرسول، والمنهح الآخر قائم على الباطل والكذب والخداع، اتخذ الاسلام كغطاء للحكم، وتحوير الاحاديث وتفسير النصوص حسب هوى وعاظ السلاطين، فتحول اختيار الخليفة من الشورى والديمقراطية إلى التوريث، والذي لازال إلى يومنا هذا كما في السعودية والامارات والبحرين والاردن، عندها خرج الحسين عليه السلام وقال: (مثلي لا يبايع مثله) ,عندما طلب معاوية البيعة لابنه يزيد، وقد بايعه الكثير من علية القوم بفعل التهديد والوعيد والترهيب والترغيب.
لكن الأمام الحسين لم يرضخ للتهديد، وهو يعلم اخلاق يزيد ودينه ،فهو شارب للخمر مستحل للمحرمات، وعندما يتولى الخلافة، سوف ينحرف الدين، عندها لابد من التصدي لهذا الأمر، فقال: ( لم أخرج اشرا ولا بطرا وأنما خرجت للاصلاح في امة جدي) ، فاراد يزيد أن ينهي هذه الثورة في الصحراء، بقتل الحسين واهل بيته واصحابه، لكن الله كما حفظ كتابه المجيد، حفظ قرانه الناطق، فاشعلت جذوة الثورات بعد ذلك، وكانت الحد الفاصل بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، فجراىم الشمر وحرملة في قتل الأطفال وذبح المخالفين لتوجهاتهم وسبي النساء، وما فعلته داعش الا امتداد لذلك الفكر الاموي، وقد شاهدنا ماذا فعل هذا التنظيم من جراىم بشعة في المناطق التي سيطر عليها، قطعوا الايدي والالسن والرؤوس واغتصبوا النساء وفجروا الحسينيات والجوامع، وكل هذا حسب دينهم الذي ورثوه، وشاهدنا في الجانب الآخر فكر ودين الأمام الحسين في الحشد الذي طهر المدن، وحمى النساء والأطفال وانقذ المسبيات، بالتضحية بالنفس كما ضحى الحسين ، واعاد المهجرين إلى مدنهم وبيوتهم، فعادت الناس تمارس حياتها بصورة طبيعية،بعد أن كانوا حبيسوا البيوت، خوفاً من الخطف والقتل ، فلولا الحسين وثورته لكنا اليوم نعيش تحت فكر داعش، الذي يحلل المحرم ويقوم بكل عمل باطل، فينبغي المحافظة على فكر الحسين عليه السلام باحياء المجالس الحسينية واستذكار البطولات والملاحم التي سطرها الحسين واهل بيته واصحابه، وأن نحافظ على الحشد فهو الحامي للوطن والمذهب، وأن نطيع المرجعية بكل توجيهاتها.