29/9/2020 في التاسع من محرم في رحاب الحسين عليه السلام وفي ذكرى واقعة الطف الاليمة التي نعيشها في كل محرم من كل عام هجري تهفو قلوب العاشقين الى كربلاء من كل أصقاع الارض ممن يكرهون الظلم والطغيان وممن ينشدون الحرية والكرامة ويتطلعون الى الفخر والمجد .. وفيما يتسابق هؤلاء العاشقين الى إقامة الشعائر والمواكب والمجالس الحسينية فقراء كانوا أم أغنياء أمراء كانوا أم بسطاء ليعيدوا ويستذكروا هذه الواقعة الحزينة والاليمة جداً ويستلهموا منها الدروس والعبر ، يبقى السؤال الابرز والاهم لماذا أستشهد الحسين ، ولماذا قدم روحه الزكية وأرواح اهله واصحابه قرابين لله ..؟ وماذا كان يستهدف الامام من ذلك حينما قال ( خرجت للاصلاح ولأحياء دين جدي رسول الله ) وهو يعلم بأنه سيستشهد هو وجميع من معه ؟ إذن فالحسين رسالة وقضية لم تمت بأستشهاده بل إنها مازالت تستعر في قلوب المحبين والعاشقين و( المؤمنين ) هؤلاء الذين كان يستهدفهم الامام وهؤلاء هم من عليهم أن يكملوا المسيرة ويحملوا لواء الدين الذي كان يحمله الامام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام والذي لم يهوي رغم أستشهادهما . فالقضية أكبر وأعظم من ذلك بكثير فالقربان عظيم ولاتقدم الاضاحي والقرابين العظيمة إلا لقضايا عظيمة وسامية ونبيلة . ولأجل أن يكمل هؤلاء الحسينيون المسيرة وتلك الرسالة العظيمة عليهم أن يتحلوا بصفات وسمات تختلف عن الاخرين ، عليهم أن يكونوا كما كان قائدهم عابداً لله لاغيره حراً أبياً كريماً نبيلاً صادقاً شجاعاً مصلحاً عزيز النفس متواضعاً لله وللناس رافضاً للذل والظلم والظالمين مناصراً للحق محارباً للباطل رؤوفاً بالفقراء والضعفاء ، يعامل الناس بالحسنى والرحمة ، وفياً لايغدر ولايفجر ولايخون ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، نعم هؤلاء هم الحسينيون الحقيقيون فعليهم أن يتخلقوا بأخلاق إمامهم وقائدهم وسيدهم وأن يحملوا مبادءه لكي يكونوا أهلاً لتلك المهمة العظيمة والمقدسة . وسلام عليك سيدي ياحسين يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حيا .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha