د علي الطويل||
عندما وصل مسلم بن عقيل عليه السلام الى الكوفة مبعوثا من قبل الامام الحسين عليه السلام ، بعد ان رسائل بعثوها اليه يحثونه الى القدوم الى الكوفة ويبايعونه ويرفضون بيعة يزيد ، عند ذاك بايع مسلم ثمانية عشر الف شخص ليكون اميرا عليها ضد يزيد واتباعه وعطوه من المواثيق ما جعل مسلما يسعد بها ويبني عليها بالمواجهة مع الطاغوت ، ولكن اغلب هؤلاء كانوا مدججين بالعواطف ، وغير مسلحين بالعقول ، وما ان وقعت المواجهة لم يبقى معه منهم ولا حتى فردا واحدا ، والسبب
الاول في ذلك ان ايمانهم كان غير راسخ في قلوبهم ، ولم يكونوا على بصيرة من امرهم فاخذهم عصف الدهاء والخبث ( والحرب الناعمة ) والاشاعات التي بثها بن زياد ووصل الى الكوفة وتامر عليهم بخديعة قل نظيرها في التاريخ استنادا الى نتائجها الخطيرة .
فقد بث بن زياد خبر وجود جيش جرار قدم من الشام لقتال الكوفيين ، وكان انتشار الخبر بواسطة ( الطابور الخامس ) وجواسيس بن زيادة و( عملائه) في الكوفة كانتشار النار في الهشيم ، وادت هذه الاشاعة التي اعدت باتقان كبير نتيجة خبث يقف ورائها ، ادت دورها في تثبيط عزيمة هؤلاء وتراجعهم عن موقفهم ، حتى دخل بن زياد الكوفة ملثما ، وبعد ان استتب له الحكم ، عمل السيف فيهم بحقد واجرام لامثيل له ، وعند ذاك بدات الندامة وبدا الويل والثبور ولكن كان الجميع وكانهم في غيبوبة وفقدان للوعي ولم يسال احد نفسة الاتي .
1. كيف ياتي جيش من الشام وابن زياد ياتي ملثما ووحده دون ان ينتظر ينتظر جيش الشام مع وجود المخاطر .
2. لم يسال الناس عن اخيار الكوفة وعلمائها البارزين لماذا لم يستقبلوا ابن زياد ولم يداهنوا معه او يبايعوه
3.لم يراجع احد نفسه كيف ارسلوا الكتب والمواثيق للامام المفترض الطاعة ، وكيف نكثوا بيعتهم لالشيء الا من جراء خدعة او نتيجة اغراءات
والنتيجة كانت انهم وقعوا بمصيدة الخديعة وفخ الخبث وبذلك خسروا الدنيا التي تاملها بعضهم من جراء تصرفه هذا ، او نتيجة الخوف الذي الم بهم نتيجة اشاعة لااكثر ، وخسروا الاخرة نتيجة نكثهم بيعة مسلم بن عقيل . وما فائدة الندم عندما يسوق الناس انفسهم الى المهالك دون وعي او بصيرة او اعتبار وتحليل للوقائع . وعندما لايكون الناس على بصيرة من امرهم فانهم يفقدون البوصله حتى يتيهون عن الحق اولا ويتيهون عن مصالحهم ثانيا ويقعوا في فيما لايتوقعون او يحتملون ، والمهم في كل ذلك هل كان ذلك عبرة لما بعدهم، ام كان التاريخ مصباحا للحاضر والمستقبل؟ ، فعندما لايكون التاريخ مفتاحا لذلك فان الناس ستبقى في تيهها وتبقى في غيبوبتها ، فالتاريخ كله عبر وسنن ، وكما يقال ان التاريخ يعيد نفسه بل ان حوادثه تتكرر في كل زمان ، وصاحب البصيرة من لاينخدع في كل مرة .
26/8/2020