المقالات

إنّما الأمور بخواتيمها

1874 2020-08-25

عمار الولائي||

 

يمر التشيع في العراق بسنوات صعبة ومعقدة وحرجة مع هجمات شرسة داخلية وخارجية وإعلامية و فكرية و أمنية وعسكرية و سياسية واقتصادية وانتهاج أعداء التشيع منهج الحرب الناعمة .

 وبالرجوع الى تأريخ التشيع يظهر أننا في كثير من الاوقات نفتقر الى التصرف الحازم والمناسب في الاوقات الحرجة

ولذلك تعرّض التشيع الى نكبات كبيرة وسالت دماء عزيزة على مدار التأريخ

ولعلّ التشخيص الدقيق للعلة هو في الاختلاف وعدم تقارب القلوب و عدم وجود التواصل اللازم والتنسيق المستمر ووحدة القرار في البيت الشيعي وعدم وجود قيادة تجمع المتفرِّق  وهذا طبيعي ، فساحة بلا قيادة تستحق ان تؤكل من قبل الضباع.

وهذا القرآن الكريم بين أيدينا حددّ لنا قاعدة وهي أنّ : التنازع التشتت والتبعثر والتفرُّق يعني الفشل والضعف ، قال تعالى

﴿وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾[الأنفال: ٤٦]

وأشعر أن هذه القضية هي أهم القضايا التي يجب حلحلتها أولا لاتخاذها ركيزة للانطلاق نحو المستقبل

أعتقد أن الخطر على الوجود الشيعي في العراق سيتعاظم خلال الأشهر والسنوات القليلة القادمة مع استكلاب قوى الاستكبار العالمي وفي مقدمتهم (أمريكا واسرائيل وآل سعود ) فيزيد زماننا قد خيّرنا بين اثنتين

بين أن نطيعه ونقدم له فروض الطاعة ونسلّم له العراق وأن نكون أقرب لواشنطن من ايران الإسلام وأن يكون العراق امريكيا بحتاً

أو تستمر الفوضى وسياسة الاحتيال والاغتيال والفتن والهرج والمرج

المطلوب اليوم هو رأس عراق الحسين (عليه السلام) لأنه مركز مسارح التمهيد المهدوي وعاصمة دولة العدل الإلهي وموقعه الجغرافي في قلب طريق محور المقاومة الممتد من مزار شريف وحتى الضاحية الجنوبية في لبنان

المطلوب هو قطع الطريق على الرايات التي تمهِّد لظهور القادم من بعيد على صهوة الأمل حاملاً عذابات النبيين ورسالات المرسلين

 المطلوب هو خنقنا وقتلنا واستئصالنا

ولذلك ايها الاحبة نحن نقول بأن الوقت ليس وقت تشخيص المؤامرات والمخططات و المشاريع فهذا بات واضحاً ومعروفاً، الوقت هو وقت العمل والجد والاجتهاد وتقديم الحلول والرؤى و المشاريع التي من شأنها أن تخفف الكثير من أخطار المرحلة المقبلة

نعم ، قد نتعرض الى انتكاسةٍ ما في هذا المعترك الصعب وقد ينتصر الباطل في جولةٍ وقد يؤسس دولة وربما امبراطورية لكن هذا ليس معناه نهاية المطاف وأن هذه نهاية الدنيا، فالنكسات سلالة المجد والحكمة تقول:  إذا عجزت عن التقدم إياك أن تتراجع، فإن لك خيار الاستراحة على قارعة الطريق قبل المواصلة من جديد.

نعم هناك بلاء كبير وهنالك تضحيات وهناك خسائر معنوية وغيرها ، ولكن هناك وعد بالنصر الحاسم ﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَالَّذينَ آمَنوا فَإِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُمُ الغالِبونَ﴾ كما أن الأمور بخواتيمها والكلمة الأخيرة ستكون للمجاهدين وللشرفاء والسلام*

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك