المقالات

أخلاق الفرسان وسلوك الغلمان


د.حيدر البرزنجي||

 

- الغلمان هم الأكثر وقاحة – والفرسان الأكثر صدقاً.

- الغلمان  ميزتهم حقداً وجهلاً – والفرسان نبلاً وعقلاً .

(فارس) مصطلح استخدم منذ قرون ماقبل الميلاد ، حينما عُرفت الخيول وروضت لأول مرّة .

التعرّف على الخيول واستخدامها ، أحدث تحولاً  في المفاهيم وأسلوب التنقل وخطط الحرب على السواء ، و كان امتلاكها واستخدامها لايتوفر إلا للقليل من  ذوي القدرات الخاصة والمهارة في الجمع بين ماتتطلبه قيادة الفرس من جهة ، والتعامل مع عدّو ملاصق من جهة أخرى.

الجيوش في الحضارات القديمة ، اعتمدت على الفرسان بوصفهم النخبة ، فسرعة التنقل ومباغتة الأعداء ومايحدثه ذلك من إرباك في صفوفهم ،يمكن أن يسهم في حسم المعركة لصالح الجيش الذي يمتلك العدد الأكبر من الفرسان .

ونتيجة لكلّ تلك الصفات في الخيول ، أضفى على فارسها هالة من الشجاعة والمروءة والنبل، وانتقلت صورة الفارس عبر العصور إلى الأمم والشعوب باعتباره صفوة الرجولة ومثال الشهامة . 

العرب بدورهم، مجدّوا البطولة بصورة الفارس الشهم  والقوي الشجاع ،المدافع عن شرف القبيلة والذائد عن حياضها.

وحين ظهور الإسلام تزحزحت صورة البطل الفارس كحالة فردية، لتفسح المجال أمام مفهوم جمعي عن الأمة البطلة، الذي ينتج بدوره صورة مركّبة للقائد العسكري والسياسي المؤهل لقيادة جيوش .

في العصور الأوربية ،سادت صورة الفارس الشهم الذي يدافع عن الضعفاء وينصر المظلومين ، متبوعاً بغلام لخدمته يسير إلى جواره أو يمتطي بغلة أو حماراً أو يركب عربة تحمل أغراض الفارس ,وفيما عرُف الفارس بالصدق في القول والوفاء بالوعد ،عُرف الغلمان بالخديعة والرياء والاحتيال ، نظراً طبيعة المهمة التي أوكلت إليهم كخدّام وتابعين ، لتصبح تلك الصفات جزءً من سلوكياتهم على مرّ العصور ..

دار الزمان ، فتحولت أخلاق الفروسية في بعض الشعوب ، إلى قوانين ودساتير تنصف المظلوم وتحاسب الظالم أيّاً كان موقعه ،  فيما يلتزم ساستها بأخلاق الفرسان طبقاً للقانون والدستور ،حتى أصبح الالتزام سلوكاً فردياً بصفات فارس ، ومازالت بعض الدول الأوربية- كفرنسا وبريطانيا مثلا- تمنح المجلّين من أبنائها أو كبار ضيوفها المميزين ، أوسمة استحقاق من رتبة فارس تيمناً بما تمثل صورته في الذاكرة وأخلاقه من نبل .

صفات الفارس لاتتيح له أن يكون (غلاماً ) لذا إختار الأمريكيون والأوربيون ،من يحمل صفات الغلمان ليكونوا عملاء لهم وتابعين لتنفيذ مخططاتهم ، فانتشر الغلمان بخداعهم وريائهم – ووقاحتهم كذلك  ـ بين الشعوب ،ولكي يغطّوا على صفاتهم ،فإنهم يستلبون الوطنية بدرجة تظهر حقيقتهم ،فهم يمقتون كل فارس حقيقي ،

و يهاجمون بألسنتهم واتهاماتهم كل من يحمل صفات فارس نبيل ، لتنقلب المعايير ويتحول عندهم الفارس البطل الى (تابع) ولائي ، والغلام الحاقد  ، الى (فارس ) وطني  ولو برأس ذبابة  . وهناك من يسير في ركابهم - فيكون غلاما للغلمان . عود ليش ؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك