المقالات

الطليعة تتظاهر والحكومة صامتة

1200 2020-08-21

حافظ آل بشارة||

 

ازدادت مساحة التظاهرات ، واشتدت المطالبات والمرابطون في الشارع الآن هم ليسوا من اصحاب البسطيات او عمال البناء او سواق الستوتات ، بل هم طليعة الجيل الشاب في البلد انهم خريجو الكليات وحملة الشهادات العليا ، عندما تتفشى البطالة في الشريحة الجامعية فهذا يعني ان البلد منحدر الى قعر خطير فالجامعات تعد المتخصصين وترميهم في الشارع ! الدولة تنفق ، والأسرة تنفق لأجل اتمام التعليم الجامعي والدراسات العليا ، لكن المتخرجين بلا وظائف ولا حقوق ، انهم غاضبون ومتألمون ولا يجدون من يتعاطف معهم ، الدولة تواجه احتجاجات الخريجين بصمت.

 الدولة لم تشعر بحجم المشكلة عندما ترى أكثر من جيل من الخريجين وحملة الشهادات العليا بلا وظائف ولا مستقبل ، ليس هناك رؤية حكومية لحل المشكلة ، وقد تكاثرت المطالب الساخنة على طاولتها وكلها مطالب مالية في زمن الافلاس والوباء والأزمة السياسية ، يقال ان هناك ٨ ملايين نسمة يتسلمون رواتب من الحكومة ، ولم تعد عوائد النفط كافية لدفع الرواتب ، الحكومة تصرفت طيلة سنوات بلا هيكلية اقتصادية فهي ببساطة تبيع النفط لتوزع عوائده كرواتب للناس وموازنات للوزارات والمحافظات تختفي ولم ينتج عنها لا اعمار ولا خدمات.

 الآن بدأت آثار هذه السياسة الساذجة تظهر ، لم ينفذوا تنمية شاملة ولم يصنعوا قطاعا خاصا ولم يدعموا القطاعات الاقتصادية الخدمية والانتاجية التي تمتص البطالة وتحيي الاقتصاد ، حاليا الحكومة مطالبة باضافة ملايين اخرى الى قائمة الملايين الذين يعيشون على الرواتب ، وهذا ليس حلا لانها عاجزة عن الدفع ، ولم يعد الوقت مناسبا لتنفيذ حلول جذرية لأن اي حل يتطلب تمويلا هائلا قبل ان يعطي نتيجة ، ذهبت فرص الحل مع الموازنات الانفجارية التي تدفقت قبل سنة ٢٠١٤ والتي تقاسمتها اطراف المحاصصة ، حكومة مصطفى الكاظمي ليست مسؤولة عن هذه الأزمة بل هو وارث لها من اسلافه ، وليس في جدول اعمالها سوى اجراء الانتخابات المبكرة وتوفير الظروف الأمنية والسياسية والادارية لاجراءها ، المتظاهرون يعرفون هذه الحقيقة ولكن ليس لديهم بديل عن الاحتجاج.

اقل ما يمكن ان تفعله الحكومة الآن ان تضع خطة للتنمية الشاملة تعتمد احياء القطاعات الاقتصادية المدرة للدخل التي تحرر العراق من الاقتصاد النفطي الاحادي ، فهناك الزراعة والصناعة والتجارة والاعمار والسياحة على ان تتولى الوزارات المختصة تنفيذ هذه الرؤية باشراف صارم من مجلس النواب ، واعتماد شركات اجنبية لتنفيذ البنى التحتية وتشغيل العراقيين فقط في مشاريعها ، وتكون الحكومة المقبلة التي تأتي بعد الانتخابات ملزمة بتنفيذها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك