حافظ آل بشارة||
أيقن الجميع فشل النظام السياسي القائم وعدم قدرته على خدمة الناس ، فبدأت حالة الشكوى والتفجع والتوجع تنتشر في كل مكان ، كل الشعب يشكو الفقر والبطالة والظلم وفقدان الحقوق ، ومنهم من يمزق ملابسه غضبا امام الكامرات ، او ينثر التراب على رأسه ، ثم دخل السياسيون والاعلاميون الى لعبة نشر الغسيل وكشف الفضائح ، واصبح بعضهم خبيرا في تقليب ملفات الفساد ومايتعلق بها من أرقام خيالية ، واعتقد الجمهور ان هذه المرحلة من الشكاوى وكشف الفضائح ستنتهي ليتقدم اصحابها خطوة باتجاه اعلان برنامج اصلاحي او مشروع انقلابي او انتخابات من نوع جديد تطرد الفاسدين وتأتي بفريق من النزهاء والاكفاء ، او مثلا تأسيس حزب وطني عراقي غير مذهبي ولا قومي ينتمي اليه كل العراقيين ويخوض الانتخابات باسم الجميع ، لكن الذي حدث ان الشكاوى استمرت وتمزيق الملابس استمر والبكاء الهستيري استمر ثم بدأ شكل جديد من الاحتجاج يعتمد الكلمات البذيئة وهتك الاعراض والكفر بالله وسب المرجعية وشتم السياسيين بأقذع الالفاظ ، اما الشخصيات المعروفة بكشف الفضائح فهي مستمرة في تقديم مفاجآتها ، لكن الناس بدأوا يشككون في مدى صدق كشوفاتهم ويصفونهم بأنهم جزء من مسيرة الفساد ، ويشككون في اصحاب الشكاوى والشتائم ايضا لأنهم لا دين لهم ، اذن الناس تبحث عمن يقدم برنامجا اصلاحيا ويبادر الى مواجهة النظام الفاشل الفاسد بمبادرة حقيقية تكسب ثقة الناس وتجعلهم يقفون مع حركة التغيير من اجل انقاذ البلاد والعباد فمتى تأتي المبادرة ومن الذي يتبناها ؟