يعتبر التأريخ أحد الدعائم المهمة لازدهار الشعوب وإرتقائها، خصوصا إذا كانت الأمة ذات التاريخ قد إعتنت أجياله بنقل القيم والمثل والحكم بطريقة الممارسة التي يشعر خلالها الفرد بمعنى كل ذلك، بالتالي ترى أمة لايمكن أن تموت. العراق بلد الحضارات وباني تأريخ الانسانية وسن القوانين لحفظ حقوق البشر، جاور أعظم الامبراطوريات شرقا وشمالا وكان نبراسا لأمة الاسلام شرقا وغربا، وبلد الأنبياء والأئمة الاطهار، تأريخه يزخر بالانسانية وفي نفس الوقت سالت على أرضه أطهر الدماء على الأرض لتحتضن تلك الأجساد الطاهرة التي تعد نبراسا في حياتها ومماتها. العراق معرض للاغتيال وتاريخ العراق معرض للتشويه. أذا أردت أن تبني مستقبلا زاخرا عليك الاعتناء بهذه اللحظة، وإذا اردت ان تفخر بماضيك عليك أن تعتني بهذه اللحظة. لان هذه اللحظة هي ماضي يوم غد. نعم داعش والجوكرية وخطوطهم الخلفية هدفهم تدمير حاضر العراق ومستقبله وصناعة ماضي مخزي لن يذكرنا إلا بالعار. فالجوكرية الذين يفترشون شوارع مدن الجنوب هو وجه آخر من أوجه الارهاب الذي يخطف ماتبقى من المنظومة ويحرق مالايمكن لداعش الوصول له وتدميره، وايقاف الحياة وأرهاب المواطنين الصالحين البقية الباقية من الذين لولاهم لأصبحنا إمارة يحكمها جوكر بامتياز ينتمي الى دول التطبيع شعورا والى دول الاحتلال ولاءا. ان الخطوط الخلفية لهذه التشكيلات المدمرة واضحة الشكل والمظهر، وتصريحاتهم واضحة على الصعيد المدني والرسمي، بل وصلت الجرأة أنهم يعلنون صراحة تحويل العراق الى أمة خاوية، بل أمة تسعى لحرق ذاتها لتلتحق بالركب الذي لايعبر لا عن تاريخها ولا تلك الحضارات التي ولدت في هذه الارض الكريمة. ان القلم والانامل التي ستشخص العوق الفكري الحاصل عند البعض والتشوه العقلي عند بعض آخر والسلوك الجوكري لكائن من كان وبكل أشكاله، سيسطر تأريخا تفخر به الأجيال التي سترفع راية القيم وتدوس على كل اولئك الذين تسلقوا السارية لانزال الراية، لأن راية العراق لن تقبل الا أن تكون خفاقة حرة في سماء الله الزرقاء ويذكرها عظيمة لطالما على ارضها تحيا مصائب عاشوراء.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha