حافظ آل بشارة||
التطبيع مع اغلب الدول العربية حدث منذ سنوات ، تجاري، ثقافي، سياسي ، دبلوماسي ، وحتما وصلت الى تل ابيب حصتها كأتاوة من اموال الخليج ، وقد صرح متحدثون من ثلاث دول خليجية على الاقل عند احتدام الصراع بين ايران واميركا قائلين ان اسرائيل اقرب لهم من ايران وانهم مستعدون للتعاون مع اسرائيل ضد ايران! كانت تصريحاتهم تجري بأوامر امريكية ، والآن يجري اخراج التطبيع من السر الى العلن. توقيت كشف التطبيع بين اسرائيل والامارات له علاقة بالدعاية الانتخابية للرئيس الامريكي ترامب ، فهو يواجه رفضا واسعا في اميركا ، ويعول على دعم اللوبي الصهيوني في بلاده للفوز بولاية ثانية ، وقدم ترامب للصهاينة عددا من القرارات مثل اعلان القدس عاصمة لاسرائيل ، وضم الجولان ، والتمويل المستمر ، وايصال النفط المهرب لاسرائيل بطرق معقدة ، جوائز مهمة للصهاينة ثمنها دعم ترامب في الانتخابات المقبلة ، وقد يضطر ترامب الى اعلان التطبيع مع دولة خليجية ثانية والبحرين مرشحة لهذا الاعلان ، الخليج ساحة عزلاء يلعب فيها ترامب شطرنجه الانتخابي بقبول خليجي كامل ، يأخذ اموالهم ويطبع علاقاتهم باسرائيل ، وقد يضطر يوما الى استبدال حاكم او اكثر منهم ، وقد يجبرهم على شن حرب على ايران لكسب المزيد من رضا اسرائيل ، قد يضحي بهم جميعا لأجل الأمن الاسرائيلي ، او يزجهم في عملية واسعة لاستحداث موجة ارهابية جديدة في المنطقة برعايتهم تمويلا وتدريبا واعلاما ، فهم في نظره حراس آبار نفط فقط وعليهم السمع والطاعة والصمت.
https://telegram.me/buratha