المقالات

الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي هل هو تطبيع ام اقامة محور جديد ؟

1692 2020-08-14

د.علي الطويل||   عندما نتحدث  عن الاتفاق  الاماراتي الاسرائيلي بارعاية امريكية  فانه من المفيد ان نرجع قليلا الى الوراء لكي نستكشف اوليات هذا الاتفاق ، فبعد اتفاقية كامب ديفد بين مصر واسرائيل قامت الدول العربية وكردة فعل على هذا الاتفاق بقطع العلاقات الدبلوماسية وسحب السفراء من القاهرة ، وتحويل مكان الجامعة العربية من مصر الى تونس ، بعد قمة عربية عاجلة  عقدت لاجل هذا الموضوع ،  وقد قوبلت  القرارات الصادره  عن القمة العربية باستهزاء مصري واضح ومعلن ، وكان ذلك لوثوق مصر بان هذه القرارات ماهي الا هراء ،  وبيع كلام يناغم الحكام العرب به الجماهير الغاضبة التي اغاضها التصرف المصري في حينها ، وبالفعل فما ان مر قليل من الوقت حتى سارعت البلدان العربية في الهرولة للقاهرة لاجل اعادة العلاقات معها مجددا ، وكان على راس هذه البلدان العربية دول الخليج ، التي لم تتردد لحظه واحدة في التعبير عن عزمها لاعادة العلاقات مع الكيان الغاصب بعد ذلك ايضا  ، وخاصة في السنوات الاخيرة ، وياتي الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي بعد سلسله طويله من الاجراءات والزيارات والحملات الاعلامية التي استمرت طوال السنوات الماضية ، فبالواقع لم تكن هناك قطيعة بمعنى القطيعة بين الكثير من دول الخليج واسرائيل ،فالوفود تترى والمهرجانات الثقافية قائمة ، والزيارات شبه الرسمية متوالية خاصة بين الامارات واسرائيل ومنذ اكثر من ثلاث سنوات . اذن ماهي طبيعة هذا الاتفاق ، وماهي دوافعه؟  1. لعل ابرز اهداف هذا الاتفاق هو محاصرة الجمهورية الاسلامية عبر تواجد اسرائيل العدو الاساسي لها على بعد كيلومترات عن حدودها ومياهها الاقليمية ، وخاصة بعد الاقتدار الكبير الذي اظهرته ايران ، وماتشكله من تهديد كبير للكيان الاسرائيلي . 2.محاولة انهاء القضية الفلسطينية عبر سلسلة من الاتفاقات مع دول عربية اخرى في طريقها للهرولة خلف الامارات للتطبيع مع الكيان اللقيط . 3.اعطاء اسرائيل الشرعية القانونية وتسويقه جماهيربا عربيا بان وجوده  حالة قانونية يجب التعامل معها بالامر الواقع ، والسعي بعد ذلك لسلب المقاومة حقها في الدفاع عن الشعب الفلسطين والقتال لاعادة الارض المغصوبة لاهلها . 4.لم يك هذا الاتفاق الاستراتيجي  وليد اللحظه وانما سبقة تفتيت دول الممانعة واضعافها ، كسوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن ، وكان للامارات الدور الكبير في تدمير هذه الدول اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا بحيث لاتقوم لها قائمة ولاتتمكن من مواجهة اسرائيل لسنوات عديدة . ومن هنا نستنتج ان ماقامت به الامارات مؤخرا بتطبيع علاقاتها مع الكيان الاسرائلي ماهو  الا اقامة محور لحماية اسرائيل وابعاد الخطر عنها ، ومحاصرة الدول التي لازالت رافضة للقبول بهذا الكيان في وسط الامة الاسلامية ، ولكن محور المقاومة وشعوب المنطقة سوف لن تساوم على مبادئها ، بل سيزداد الرفض والممانعة بشكل اكبر ، بعد ان اصبحت اذرع المقاومة على حدود هذا الكيان وفي داخله ، وتمكنت من فرض وجودها وقوتها على الواقع رغم المؤمرات والدسائس الاماراتية والسعودية ، كما ان محور المقاومة اصبح الامل الشرعي للمسلمين والعرب والفلسطينين خاصة ، في القضاء على دويلة اسرائيل وستخيب كل المساعي المطبعة والمهادنة وما النصر الا صبر ساعة . 14/8/2020
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك