سعد الزبيدي*||
تتحكم الظروف في طبيعة العلاقة ما بين الرجل والمرأة وخاصة علاقة الزواج ولسبب أو لآخر يضطر هؤلاء إلى الركون إلى عدم الإعلان عن الزواج الدائم ويلجأون إلى زواجات اتخذت أسماء عدة فالمنقطع والعرفي والمتعة والمسيار وما إلا ذلك .
وفي مناسبات قليلة يتم التحول من هذه الزواحات إلى الزواج الدائمي وخاصة اذا ما اثمر الزواج عن مولد يبحث عن حقوق شرعية.
ما حدث من إعلان ليس بغريب من قبل الإمارات والكيان الصهيوني لم يكن مستبعدا نظرا لعمق العلاقات الوطيدة ما بين الصهاينة والانظمة العربية التي ساهمت في تأسيس هذا الكيان مع نهاية الحرب العالمية الثانية في القرن المنصرم وهكذا تم التحول من زواج عرفي إلى زواج دائم مابين الإمارات والصهاينة بعد أن أصبح لديهم الكثير من الأولاد مثل داعش والقاعدة وكل الحركات المتطرفة التي وجدت بفكر صهيوني ومال خليحي .
ولا نستغرب قطعا أن تهرول دول أخرى لترتمي بحظن الصهيونية بعد رحل الخجل وأصبح شيئا من الماضي .
ان عمق العلاقات العربية الاسرائلية ضارب في القدم وعلينا أن نعترف أننا وهم اولاد عم وان كثيرا من الحضارات والنتاج الانساني والفكري في المجتمعات العربية فيه لمسة اسرائلية في المنطقة الممتدة مابين بابل ومصر واعماق الجزيرة العربية وأطراف الشام ..للأسف الشديد استطاعت الصهيونية العالمية من استخدام العنصر اليهودي في تكوين الكيان الصهيوني من اجل تنفيذ مخططاتها للسيطرة على ثروات المنطقة واعتمدت الصهيونية على الحكام العرب من اجل تنفيذ سيناريو زرع العداوة مابين العرب والاسرائيليين وافتعال الأزمات والتي انتهت بتهحير اليهود قسرا من كثير من البلدان العربية والتي ينتمون إليها منذ آلاف السنين .
لم يكن الدين الاسلامي الحنيف قطعا ضد اليهود وضمن لهم حقوقهم ضمن الحكومات الإسلامية بشتى اشكالها والتأريخ يزخر بدور فعال ومؤثر لليهود في الحضارة العربية وكان التعايش السلمي سمة لهذه العلاقة الضاربة في أعماق التأريخ .
كنت وفي اكثر من مناسبة اصرح والمح أن أكثر الدول خطورة على مستقبل العرب هم حكام الإمارات لأنهم استطاعوا أن يستوعبوا كثيرا الدروس وقرروا أن يستغلوا ما امتلكوه من قدرات مالية لشراء قدرات بشرية ولو من خارج الإمارات وخططوا كي بلعبوا دور الكبار واعتمدوا على من يخطط لهم وسلكوا مناهج علمية دقيقة للوصول إلى غايات تفوق حجمهم آلاف المرات فسياسة التدخل وتقرير مصير الآخرين والسيطرة على موانيء كثير من الدول ومحاولة التغلغل والنفوذ بواسطة تقديم ديون أو استثمارات تتحول إلى نوع من استعمار يصعب الخلاص منه .كما عملت قوى الصهيونية العالمية التأثير على رجال الأعمال بعد عودة هونغ كونغ للسيطرة الصينية وتم العمل على أن تكون دبي هي مقرا جديدا لرجال الأعمال وسوق الذهب العالمي .
استطاعت القوى الصهيونية بكل ما تمتلك من قوة وخبث أن تلج إلى المجتمعات العربية المثقلة بالازمات الداخلية في ظل ما تعانيه من فقر وجهل وجوع وعوز ونقص في الخدمات والعيش تحت رحمة حكومات استبدادية مستغلة هذه الظروف كي تغيير في كثير من مباديء العروبة والاسلام وثوابت الامة واستطاعت أن تحدث شرخا كبيرا تصدعا ما بين أبناء الامة العربية والاسلامية بعد أن غذت قنوات الاعلام الأصفر بذرة الخلاف مابين المذاهب الإسلامية ونجحت في تحويل فوهة البنادق من حرب مقدسة اسلامية عربية صهيونية إلى حرب سنية شيعية فاصبح كثير من المواطنين وبفعل فتاوى وعاظ السلاطين وشيوخ الفتنة يؤمنون بأن اليهود مساكين ومظلومين وانهم لايشكلون خطرا بل الحقيقي هو ايران والمد الشيعي .
أن محمد بن زايد ورث عن ابيه بلدا مستقرا ماليا وامنيا ومايميز المرحوم زايد الذي كان يسمى بحكيم العرب أنه كان عربيا بمعنى الكلمة وقد كان رجلا بسيكا ابتعد عن سياسة المحاور وكان همه الأول والاخير أن ينهض بواقع الإمارات ونجح على كل الاصعدة ولكن للاسف الشديد ورثه ابنه محمد بن زايد الذي ورث عن إليه بلدا مستقرا ماليا واقتصاديا وسياسيا وراح يبحث له عن دور أكبر من دوره فراح يعادي أكبر قوتين اقليمتين ايران وتركيا وسمح لنفسه التدخل في اليمن القريبة والامارات البعيدة ومابينهما العراق ومصر وسوريا والصومال .
على الصعيد الداخلي تم بناء دولة حديثة خالية من جميع المعارضين الذين يتعرضون.للمراقبة الشديد أو مغيبون في غياهب السجون .
اتفاق لسلام يكون بين متحاربين فمتى حاربت الإمارات اسرائيل كي تعلن اتفاقية سلام فيما بينها وبين الكيان الصهيوني .
اسرائيل كسبت الكثير من إعلان التطبيع مع الإمارات لأنها تعلم أن المال الاماراتي قد يلعب الدور الأكبر للتطبيع بين ما بقى من دول الخليج وبعض دول المغرب العربي ولا استغرب أن يكون هناك في المستقبل القريب تحالفا يضم هذه الدول ضد ايران بحجج واهية .
ردة فعل الحكومات العربية والمواطنين العرب كانت متوقعة وقادم الأيام سنجد أن نجمة داوود ترفرف في كثير من العواصم العربية بينما يكون مصير من يعارض ازمات داخلية وحروبا وحصارا من أجل تركيع ما تبقى من محور المقاومة .
لكني ما زلت اراهن على المواطن العربي الذي لابد أن يعيد لكامل وعيه ويثور على الخونة والعملاء ولابد من يوم مهما طال الزمان أو بعد نرى القدس عاصمة ابدية لفلسطين الحرة الأبية .
*كاتب ومحلل سياسي
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha