المقالات

صراع الديمقراطية و الموروث: دراسة حالة افتراضية

1199 2020-08-12

زيد نجم الدين||   تَعَرفَ الجد على مفهوم الدولة في ظِل نموذج دولة غير شرعية لا تمثل الهوية و المزاج الوطني في آنها ، أما الأب فتعرض لتشويه مركب في فِهمِ مَفهوم الدولة نتيجة لما ورثه عن والده وما عاصره من نموذج إنقلابي دموي ، أما ألإبن فَوَرِث عن والده التشويه الفكري و القيمي الموروث عن الجد و المنسجم مع نظام الحكم المنحرف الإقصائي و المعزز بِشحة المتمردين على الواقع المرير ، لكن ألتحول الخطير يكمن في تحول سلسلة الانحرافات ألفكريه و القيمية الموروثه عن الاباء الى تراث قومي و وطني يلاصق تأريخ الفرد المعاصر. ثم جاءت الديمقراطيه فصدم الابن بمفهومٍ جديد يقبله العقل و يرفضه الوجدان لأنه ينسف قيم الموروث ، فصار بين امرين إما أن يَكفر بالأرث المشوه أو يَكفر بالديمقراطية أو يُكَوِن حالة هجينه متناقضه تحاول إيصال ألأقصى بالأقصى ، لكنها تبقى حالة هجينة مضطربه غير مستقره و تميل للأستقرار بوجود التأثير المستمر لعامل الفطرة و السجية الإنسانية المحفز على المراجعة و التقييم المستمر للناتج القيمي و الفكري للإنسان. الديمقراطية في العراق صريحة الى حد القساوة إذ أنها لا تراعي مقدس أو رمز ، الكل فيها معرض للتمجيد و الذم ، مهما تسامت قدسيته او تسافلت دونيته في نفوس الملأ و مهما إتسمت سيرته بالجدلية و اختلفت فيه ألأراء ، فضحية المُقَدَس لا تزحزح قدسيته في سريرة المُقَدِس ، وهذا ليس مصداقاً من مصاديق السلوك العنصري بل هو حالة من التشوه القيمي المقرون بطغيان العقيده الذي يعيشة الفرد المأزوم. و يستمر هذا الصراع بين سجية الإنسان و فطرته السليمه و بين التشوه القيمي و ما ينتج عنه، في هذا الصراع المقام على حلبة النقد ألذاتي للإنسان تنتظر الديمقراطية بحماس نهاية هذا الصراع الطويل و الذي بالعاده يكون النصر فيه محتوم لصالح سجية الإنسان و فطرته السليمه التواقه للحرية و التكامل. إنتصار الفطرة السليمه للإنسان في نهاية المطاف تدفع المرء الى إجراء مراجعه شاملة او تقييم جديد للمتبنيات و المواقف السابقة و اعادة النظر فيها وفق المنظور الجديد، هذا التمرد على المألوف يوفر بيئة فكرية خصبة لنمو الديمقراطيه و التي بدورها تلبي رغبة الانسان في تطلعاته الفطرية اتجاه الحرية و النقد و التفكير و سائر النشاطات الانسانية الاخرى وهذا التحول بمقتضى الحال يحتم إجتثاث رموز التشوه القيمي في تراث الانسان مضافاً الى ان هذا الاجتثاث سيحدث بشكل تلقائي إذ أن البيئة الفكرية الجديده لم تعد ملائمة لمعالم حقبة التشوه الفكري و القيمي الموروثه ، وهكذا تنتصر الديمقراطية على الموروث المشوه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك