المقالات

متى ندنو من الآخر؟!  

1193 2020-08-11

عباس العطار||

 

تتحكم الجغرافية في بناء أفكارنا وتُسهمُ بشكل رئيس في تشكيل الصورة السلبية للمختلف في أذهاننا، قد نعزوا ذلك لأسباب ضمن سلسلة تبريراتنا الجامدة المتوقفة عند عتبة زمنية قديمة ما عاد لها لون ولا طعم ولا رائحة.

قد نتفق بأن العزلة التي كانت منهج قسري فُرضَ من قبل الحكومات السابقة من العوامل الاكثر تأثيرا في بناء تركيبات مجتمعية متعددة، تحصنت بين الأجهزة الحكومية القمعية والعسكرية ووجدت اخرى نفسها في المنظومة العشائرية، وفضلت أخرى العيش خارج هذه الأطر فتعرضت للكثير من المظالم.

إذ تنمو هكذا تكوينات مجتمعية لسنوات طوال وفي ظل حكومات مستبدة، من الصعب أن تلتقي ثانية في هوية وطنية جامعة بعد معاناة طويلة من التهميش.

بعد عام 2003 تحللت تركيبة ما يسمى بالدولة العراقية، وتفككت معها الكثير من هذه المنظومات تحت يافطة المشروع الديمقراطي الامريكي المُحمل بمفاهيم عائمة للحريات العامة وحقوق الإنسان ونبذ التطرف والعنف والوحدة الوطنية، وخزعبلات كثيرة اتفهها هو الشكل الهجين والمشوه للعملية الإنتخابية سواء على مستوى التشكيل المحاصصاتي لمفوضية الإنتخابات او الآليات الحزبية المتحكمة بالنتائج.

قراءة الأمريكان للمشهد كان ينقصها بعض التوصيفات الدقيقة، فقد غابت عن حساباتهم تأثير بعض القوى المجتمعية على ارض الواقع .. وحين تلمسوا ذلك اعتمدوا الخطة (باء) التي تدفع بإتجاه إعادة التركيبة المفككة للواجهة عن طريق طائفية وقومية العملية السياسية، والبدء بعمليات زرع الفتنة بين الطوائف والأديان والقوميات.. لذا راهنت امريكا على بسط سيطرتها وتنفيذ مشروعها الكبير وفقا لمنهجية (فرق تسد) التي أسستها السياسة البريطانية سابقا.

عود على بدء إلى مخرجات البناء العقائدي التي ولدت تبعا لتك الجغرافيات فإن الشكل العام للهوية العراقية متشظي وضائع بين هذه المساحات الجغرافية ومنهجية السياسة التي أنتجت إنسانا متطرفا ذات اليمين وذات الشمال.

إذا ووفقا لهذه المخرجات المتشابكة يبدو الأمر ليس باليسير لكنه ليس بالعسير ايضا، فمقومات قيام نهضة مجتمعية تعيد الهوية العراقية بمشروع له ملاحم خارج التوصيف السياسي المعمول به حاليا .. وآليات تختلف تماما عن العرف السياسي السائد .. تحتاج إلى ارادة ودراية معا.. ولا تتحقق  الارادة إلا بتوافق النخبة افقيا مع القنوات الشعبية المستقلة، والدراية هي دراسة مستفيضة للوضع الداخلي والمحيط العربي والاقليمي والدولي.

فهل يمكن ولادة مشروع بهذه الملامح؟

وهل يمكن أن يكون النموذج الصحي الذي يتمكن من انتاج للهوية الوطنية الموزعة بين الجغرافيات؟

كتب المقال العام الماضي في ١٠-٨-٢٠١٩

 

A.G.alattar

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك