سعد الزبيدي*||
وأنا أتابع تصريحات كل المسؤولين بعالمنا العربي عموما والعراق تحديدا وجدت تطابقا وتوأمة في الأفكار وفي الأطروحات والرؤى وحتى ردود الأفعال والتعابير وتقاسيم الوجه كل ذلك جعلني أفكر عميقا وأغوص في خلفية الثقافة العربية التي تنتج قادة متشابهين إلى هذا الحد وكأنهم نسخ متطابقة صنعتها ماكنة واحدة.
فكل قادتنا هم المنقذون وهم خلقوا لينقذوا شعوبهم من مآسي قادتهم السابقين فالسابقون هم من دمر البلاد وانتهك الحرمات واغتصب الحريات وبدد ثروات الشعوب وقيد القدرات ودفن المواهب وقاد بعنجهيته شعبه إلى الحضيض وحملهم ما لا طاقة لهم به وجعلهم أيامهم لياي أسود من لياليهم السود
هم قادتنا يعشقون الانشاء الذي تفاخر به العرب فهو تجارتهم التي لن تبور وهم يتشدقون ببطولاتهم ويلعنون سابقيهم ومناوئينهم ومخالفيهم بل ويهجون من انتقدهم ويثنون على من مدحهم تراهم يتكلمون أكثر مما يفعلون ويتلونون حسب الظروف فساعة هو الأب الرحيم وتارة هو القائد العظيم وتارة هو المفكر الأوحد وتارة هو العبقري الممجد .
هم يبتسمون بلا سبب ويغضبون فيقذفون من أفواههم باللهب المستحيل ما صنعته أيديهم والحكيم من تمسك بتعاليمهم .
كلهم يتبجح عما حققه وكأنه خالق الكون وواهب الحياة فليس في تأريخهم هفوة أو في حياتهم غفوة فهم مصدر كل الهام وقوة.
ترى منهم العجب فكلهم من سلالة أبو لهب صورهم تملأ الجرائد والمجلات والفضائيات والجدران والكتب .
من منكم يقرن ما أقول بما مضى ممن أتحدث عنهم :-
(صدام حسني بن علي علي صالح... وكل حثالات اليوم إمعات ونكرات الأمس الخ )
هل اعترف أحدهم بذنب أذنبه أو خطأ ارتكبه إنهم ليسوا من بني جلدتنا فهم فوق مستوى البشر وتحت مستوى الخالق فلا رأي إلا رأيهم ولا كلمة إلا كلمتهم ولا صواب إلا فيما فكروا ولا سداد إلا فيما قرروا .
هم السد المنيع والحصن الحصين هم أحفاد السابقون من علي والحسين و هارون وصلاح الدين .
كثيرا ما يعجبني أمتع ناظري بلقاء مع سياسي هذا العصر حتى أتفكه عليهم لأنهم كلما حاولوا أن يجملوا صورتهم بأعين الخلق شوهوها وكلما زوروا حقيقة هم فضحوها .
مالكم أنسيتم من أنتم أيها الجرذان ؟
يامن لفظتكم أنابيب المجاري فقذفتكم علينا بأفكاركم النتنه ووجوهكم الممسوخة وضحكاتكم البلهاء وجيفتكم التي أزكمت أنوفنا .
أتركونا وارتحلوا يامن سرقتم أحلامنا يامن لونتم أيامنا بلون الدم واغتلتم آمالنا وجعلتم من بؤسنا طعاما لكم ومن معانتنا رزقا لكم
سنقولها لكم عما قريب ونقذف بكم في البحر .
يامن جعلتم من أيامنا قصة حزينة لا نهاية لها اقترب يومكم سادتي وسوف نقتص منك ونرميكم في مزبلة التاريخ أنتم وعنجهيتكم وجبروتكم وتعنتكم وتسلطكم ولؤمكم .
صبرنا عليكم صبر أيوب وتحملنا غبائكم كما تحمل يعقوب غياب يوسف فلستم أبناء الله ولستم تملكون عصا موسى ولاخاتم سليمان انزلوا من صومعتكم يامن صعدتم على ظهورنا ويامن أوصلتكم أصابعنا إلى السماء تلك الأيدي تنزلكم من عليين إلى أسفل سافلين
لاتستخفوا بنا ولا تستمروا بالضحك على ذقوننا ولا تتجاهلوا حلمنا عليكم فإذا فار التنور فسنقذف بالحمم ونشعل نارا لا تبقي ولاتذر فلن تحميكم منطقة خضراء ولا مصفحات ولا مواكب ولا صفارات ولا نهيق ولا صرخات سنزلزل الأرض تحت أقدامكم ونطبع أرقام أحذيتنا على وجوهكم .
بينما العراقي أصبح مشروعا للموت منذ عام 2003 نجد أن لا أحد من المسؤولين يمتلك أخلاق الفرسان فيعترف بتقصيره أو يندى جبينه لرؤية الموت يحصد العشرات يوميا ومنذ عشر سنوات ويصر البعض على التمسك بالكرسي وكأنه الاوحد الذي يستحقه .
إلى كل الشرفاء موعدنا معكم لانهاء حكم الطغات في الانتخابات القادمة فالفرصة لن تتكرر مرتين وحتى نثبت.لهم أن الشعوب أقوى من الطغات لابد أن نتوحد وأن غدا لناظره قريب.
*كاتب ومحلل سياسي .
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha