الامام السيّد أبو القاسم الخوئي رضوان الله تعالى عليه صاحب الشخصية الفذّة والعبقريّة المشهود لها , قضى عمره المديد في خدمة الإسلام والعلم، وتبيان قواعد الشّريعة والعقيدة والتّفسير, فكانت حياته مليئة بالعطاء العلمي والإنتاج الفقهي والأصولي وقد تصدّى للتدريس منذ السنين الأولى من عمره الدراسي، وحينما بلغ العقد الرابع من العمر، أصبح من الأساتذة الذين يشار إليهم بالبنان في النجف الأشرف، مواصلاً التدريس ما يقرب من السّتين عاماً، ألقى خلالها دورة فقهيّة كاملة، وعدّة دورات في أصول الفقه, وتتلمذ على يديه العديد من المجتهدين والمراجع، وترك بصماته على مستوى العقل الفقهي الشيعي والإسلامي عموماً، لما تميّز به من نشاطٍ وعطاءٍ قلّ نظيره. وقد أيّد اجتهاده الكثير من المراجع البارزين، والآيات العظام في حوزة النّجف الأشرف، أمثال: النائيني، والكمباني، والعراقي، والبلاغي، والشيخ علي الشيرازي، والسيد أبي الحسن الأصفهاني، وشهدوا له بالتفوّق في نيل المراتب العلميّة الرّفيعة . ومنذ تسلط البعث الكافر على رقاب الامة في العراق تعرضت مرجعية الإمام السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي إلى أقسى حملات السجن والقتل والتشريد ,مما جعل مهمة الإمام الخوئي الذي يعتبر جبل الصبر والصمود ان يقاوم الطاغوت الصدامي بصبره وحكمته في سبيل الحفاظ على دور الحوزة واستقلالها رغم انف الحاقدين . لقد استطاع الامام الخوئي ان يحافظ على وجود المؤسسة الدينية في النجف الاشرف رغم محاولات البعث الكافر من طمس اثارها وشل حركتها, خصوصا في مرحلة الثمانينات, لذا نجد الحوزة العلمية في كل زمان تقف بكل إجلال وإكبار كلما استذكرت شخصية المرجع الديني آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (رضوان الله عليه)، وما قدّمه من جليل الخدمات وعظيم المواقف, فقد كان رحمه الله أنموذجاً في الخير والعطاء وعلى كل المستويات، حيث أعطى صورة للعالم العامل واستطاع ان يخلق جيلا من المجتهدين والذين ينتشرون اليوم في كال بقاع العالم الاسلامي, لتمتد اثار الامام الخوئي الى ظهور الامام ارواحنا لمقدمه الفداء. لقد رحل آية الله الخوئي إلى ربه مظلوما كجده الامام الحسن عليه السلام في (8/ صفر/ 1413هـ) الموافق (8/8/1992م) ، حيث لم تسمح السلطات البعثية بتشييع جثمانه, وإقامة مجلس العزاء والفاتحة على روحه الطاهرة ومنع المؤمنين من زيارة مرقده الشريف وغلق أبواب مسجده (جامع الخضراء) بحجّة الترميمات. فتحية تقدير واحترام لتلك الشخصية العظيمة فسلام عليك ياسيدي الخوئي يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha