بعد عقد اتفاقية الصين وجلب الاستثمارات الصينية الكبيرة الى العراق , وقضية شركة سيمنس وجنرال الكترونيك, وجد الاستعمار الامريكي ان الوضع في العراق سيخرج من يديه وان الامور تسير باتجاه معاكس لاراداته الاستكبارية. لذا كانت امريكيا مستعدة لهذه المواجهة حيث اعدت مجموعة من الشباب الفارغ عقليا, والذين باعوا دينهم بدنياهم, وباعوا وطنهم بحفنة من الدولارات, فاخذتهم السلطات الامريكية ورتبت لهم برامج مكثفة في امريكا تحت عنوان منظمات مجتمع انساني. وكان العراقيون وخصوصا فئة الشباب وخريجي المعاهد والجامعات يتطلعون إلى تحقيق تقدم في مساعي معالجة تحديات كبرى مثل: تردي الوضع الاقتصادي، وانحدار مستوى الخدمات، وتفاقم البطالة، وتعثر جهود إعادة الإعمار، واستمرار صيغ المحاصصة بأشكالها، وارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية. لذا تحرك الشباب الواعي للمطالبة بحقوقهم عبر مظاهرات ضمت فئات متعددة منهم خريجــو معاهــد وجامعــات, وحملة شهادات عليا ,جمعهــم مطلــب الوظيفة والعمل, ونظرًا إلى مســتواهم التعليمــي، ترســخ لديهــم شــعور بضرورة سلمية تظاهراتهم، وبقانونية تظاهراتهم رغم عدم حصولهم على تصريح حكومي من وزارة الداخلية. وبعد ان تأكــد الاستعمار الامريكي من ســلمية التظاهرات بفعــل نوعيــة الفئــات التــي انخرطــت فيها, والتي كانت ترفض بشكل قطعي ممارســة العنــف. هذا الامر لم يرق للسفارة الامريكية, فاعطت الاوامر لخلاياها النائمة من وكلاء السفارات والذين تم اعدادهم لهذا الامر, فنزلوا الى ساحات التظاهر مستغلين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16-28 سنة من فقراء الحال فيخرجونهم إلى الطريـق العام لإقامة حـواجز وحرق الإطارات المسـتعملة، وغلق المدارس والدوائر وشل حركة المجتمع نهائيا. وهنا اشتغلت المسرحيات الكاذبة وتبين ان الامر طائفيا حيث استطاعوا ان يمزقوا الجسد الشيعي بادواة خارجية, فماري الانبارية التي جاءت من الرمادي لتشعل الفتنة في بغداد وتوزع الاف الدولارات يوميا على فقراء الحال من اصحاب سيارات التكتك, ومعها بعض النساء اللواتي ضحكن على هولاء بوعدهم بالزواج منهم وانهم افضل من الف وزير. وهنا انتفخت اوداج حسوني الوسخ وحمودي كشخة وفلان الحرامي واخذوا يحلمون بكرسي السلطة فاحرقوا البلاد وتجاوزوا على العباد والمقدسات ولم يبق شيء عندهم له قدسية . حتى وصل الامر الى الضحك على الذقون بنزول بلاسخارت الى ساحات التظاهر وركوبها عربة التكتك. ثم مسرحية الشخص الذي يمزق ملابسه حرقة على وطنه لاثارة المشاعر وهو القاطن في اوربا ولايعرف من الوطن شيئ. ثم التي جاءت من اسبانيا وفرشت المطعم التركي وبذلت الاف الدولارات وجعلت من المطعم التركي رمزا للمتظاهر العراقي. ثم صورت المراة الخرساء التي وزعت مناديل الكلينكس على المتظاهرين انها مثال للمراة العراقية وتبين انه لاخرساء ولاتحب الوطن. وبرزت رسامة الثورة هيلا المسخرة من قبل الصهيوني برنار ليفي, والحفافة , وصاحبة الوشم, وكادر ولاية بطيخ الذين كانوا يضحكون على ذقون الشباب الفقير الساذج. وطبلت لذلك كله وبصوت عالي قنوات الشرقية ودجلة باستماتة كبيرة من اجل تمرير اللعبة. وهنا احس شبابنا الواعي من الذين فعلا خرجوا للمطالبة بحقهم من عمق المؤامرة لسلب حقهم هذا, فابتعدوا عن ساحات التظاهر واكتفوا باحتجاجات انفرادية. واليوم وقد ذاب كل شي, وانتهى كل شي, بعد ان وضحت الصورة, وبانت المؤامرة, ورجع وكلاء السفارات الى جحورهم,وهم بالامس كانوا وكلاءا للبعث المقبور , وضاع حق الشباب الواعي, وبقي الفساد الإداري والاقتصادي والحكومي مستشريا, وبدات مرحلة جديدة وهي مرحلة الاغتيالات والاتهامات وضاعت دماء ابنائنا الذين خرجوا للتظاهر من اجل حقوقهم, التي ضاعت هي الاخرى في وسط الزحام, ليسدل الستار على مسرحية طائفية كان الهدف منها تمزيق وحدة البيت الشيعي .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha