تعليقا على مقال مهم للاستاذ ابو علاء الظالمي:
--- الانترنيت تحول الى نقمة لكثرة الضجيج ، وكثرة الصفحات وبرامج التواصل واختلاف المصالح والأمزجة واختلاط الأصوات ، بسبب الانترنيت المتاح للجميع تتحول الرسائل الفردية الى رسائل اعلامية بسهولة ، والمتلقي يساهم في صناعة الاعلام حاليا ليأخذ مكان وسائل الاعلام وينافسها ، لكن رسائل الافراد اغلبها لا تحمل مواصفات الاعلام واغلبها تعبر عن رؤية الافراد او المجموعات او في افضل الاحوال مجموعات حزبية ، وهذه الرؤى متأثرة بالغضب ، القلق ، اليأس ، الخوف ، الحرمان ، الحسد ، الحقد الدفين ، حب الشهرة ، تأكيد الذات وجلب الأنظار ، هذه المشاعر تلعب دورها في رسم شكل الرسالة الاعلامية التي تطلق عبر مواقع الفوضى وصفحات النشر العشوائي والفردي ، هو ليس اعلاما بمعناه المعروف بل تنفيس عن احدى العقد المذكورة ، حاليا اصحاب هذه الرسائل يتعاملون بهذا المزاج المرضي احيانا مع موضوعات خطيرة ، مثل الانتخابات المبكرة ، مكافحة الفساد ، مواجهة الارهاب ، اعادة بناء الدولة ، مشروع تخريب العراق ، تلميع صورة نظام صدام ... الخ ، ومع هذه المحاور الستراتيجية تأتي موضوعات الاثارة اليومية التي بعضها مختلق وبعضها مبالغ فيه وبعضها مصمم ليكون تغطية متعددة المحاور ، بعضها مخطط وبعضها عشوائي لكنه مستدرج ضمن الاتجاه هذا من ناحية المضمون اما من ناحية الشكل الفني فلغة الكتابة غالبا العامية ، التي تسمح للانفعالات بالانطلاق بقوة ، فتجد لغة السباب والشتم والبذاءة المخجلة ، فان ناقشهم عاقل بما لا يشتهون وجهوا اليه اقسى عبارات البذاءة وهتك الاعراض لأنهم لا يفهمون شيئا ويتجنبون اي نقاش ، انه ليس اعلاما بل شجار مستمر وحفنة اكاذيب وانفعالات وبهتان ، تحولت تلك الصفحات الى مزبلة مقرفة لا يمكن للانسان السوي ان يتفاعل معها . وعندما مضت سنوات على هذا الاعلام الفردي المتعفن والضجيج المتنافر ادرك الناس تفاهة ومرض اصحاب تلك الصفحات ، ونرى حاليا ترفعا واضحا في اوساط كثيرة عن التفاعل مع صفحات الاعلام الفردي الواطئ ، فالانسان بطبعه يحترم المعرفة والطيب من القول ولا يخرجه غضبه من حق ولا يدخله في باطل ، لذلك اعتقد ان موجة الاكاذيب وسيل البوح العقدوي والتزوير المقالي والسمعي والبصري سوف تنحسر ، وسيعي الشرفاء والاذكياء ان اعلام التمثيليات والفبركة والاختلاق والبذاءة سائر الى نهايته .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha