المقالات

ازدواجية الاعلام في التعامل مع المتظاهرين ..!

1476 2020-07-28

  د. علي الطويل ||

 

في مظاهرات تشرين ٢٠١٩ كانت هناك المئات من الصفحات والعشرات من القنوات الفضائية ،  التي تناصر التظاهرات ، وتبث على مدار الساعة وتروج صدقا وكذبا للطعن باجهزة الدولة وجعلها عبارة عن اجهزة ظالمه مجرمه ، همها الوحيد قتل المواطنين الذين يطالبون بحقوقهم عبر التظاهر السلمي ، وحتى تلك المظاهر السيئة والشاذه التي برزت من قبل فئات من المتظاهرين كتعطيل الدولة ، والاعتداء على المؤسسات والموظفين والمواطنين ، وقطع الطرق ومنع المارة من الدخول والخروج،  ومظاهر كثير كانت في حقيقتها لاتعبر عن المتظاهرين السلميين وحركتهم لانتزاع  الحقوق حتى تلك كانت تعامل على انها تظاهرات خلاقة  ، وما ان تغيرت الحكومة حتى اختفت المئات من الصفحات وسكتت عشرات الفضائيات الداعمة ، وكان الامر هو استبدال رئيس الوزراء فقط ، فلا المحاصصة انتهت ولا الخدمات تحسنت ولا الدستور تغير او يوجد امل لتغييره ، بل بالعكس فالخدمات من سيء الى اسوء كالكهرباء مثلا ، ولسنا هنا في باب توجيه النقد للحكومة بقدر تسليط الاضواء على ازدواجية وسائل الاعلام والتواصل وفضح اهدافها ، فالقمع الذي تعرض له المتظاهرون يوم امس وقبل ثلاثة ايام ، سكتت عنه هذه المواقع وتجاهلته تمام ، والسبب باعتقادنا يرجع الى :  1.اما ان رئيس الوزراء هو من كان يدير الحملة الاعلامية ضد الحكومة والحرب النفسية ضدها،  وهو جزء من اجهزة الحكومة في حينها، ودليل ذلك ان العديد من نشطاء المظاهرات واعلاميبها اصبحوا ضمن الجوق الاعلامية للكاظمي ، مثل ملا طلال ومشرق عباس ونبيل جاسم ، وهؤلاء ابرز من كان يوجه سهامه للاجهزة الامنية وبالضد من الحكومة في حينها  ، ولكنهم اليوم اصبحوا ضمن المدافعين عن الحكومة وان كان اسلوبها مع المتظاهرين اسلوب قمعي ادى الى شهداء وجرحى ، فقد قبضوا الثمن واداروا وجوههم للمتاظهرين وللشعب ( المسموط من الحر ) بعد ان جلسوا على اجهزة التبريد . 2.موقف الفضائيات التي كان بثها على مدار الساعة وكانت تصطنع احداثا لعمل اثارة وتخويف اكثر في صفوف الناس ، والفصل بين الشعب والدولة ( ولانقول الحكومة) بل كان الامر الحث على استهداف المؤسسات ، وحتى توجيه المتظاهرين بطريقة عمل القنابل الحارقة ،  وكيفية ضرب الاجهزة الامنية ، والدفاع حتى عن بعض عمليات الاجرام وجعلها بمثابة الجهاد ، ومعلوم اهداف بعضها كالشرقية والعربية ودجله وغيرها . 3. موقف الامم المتحدة ومنظمات المجتمع المحلية و الدولية  ، حيث اعتقد الكثير ان بلاسخارت ، كادت ان ترعى انقلابا في العراق ، وذلك لمواقفها وتدخلاتها في الشان العراقي ، ولكنها اليوم صمتت امام مايتعرض له المتظاهرين من قتل واعتداءات ، كحملة الشهادات العليا وخريجي العلوم السياسية والمحاضرين المجانيين ، وامس متظاهري التحرير . ان هذه المواقف مجتمعه ومواقف اخرى لكتل شيعية وفضائياتها تكشف بشكل لالبس فيه ان القضية ليست قضية حقوق ، ودفاع عن من يطالبون بالحقوق بقدر ان هناك اهداف خارجية وداخلية انسجمت مع بعصها ونهل بعضها من المنهل الامريكي ، لغرض تغيير الحكومة السابقة والاتيان بحكومة جديدة ترعى مصالح هؤلاء جميعا ، وهنا لايتوهم احد اننا ندافع عن ا لحكومة السابقة ، ولكنتا نضع نقاط على حروف تحتاج الى تحليل ، ومواقف تحتاج الى تفسير ، فما عدا مما بدا ، فالمحاصصة قائمة والخدمات اسوء والانتخابات لاامل يرجى باجرائها في سنة واحدة ، وكردستان لازالت الامر الناهي ، وامريكا زادت من اعتدائاتها على الاجهزة الامنية كالشرطة الاتحادية والحشد والجيش في سبايكر يوم امس ، واجهزة الحكومة  تبرر العدوان بانها حرائق نتيجة الحرارة ، رغم ان هذه المواقع قد تعرضضت للعدوان من  قبل ذلك ،  وكشفت الحكومة في حينها ان اسرائيل ورائها .فاين النواشيط واين ملاطلال ومشرق عباس  وجوحي والبشير وستيفن ، واين الشرقية ودجلة والتغيير وبعض الفضائيات الشيعية ، اليس هذا وطن نفسه وطن تشرين ، او ان طبيعة الوطن اختلفت الان ، فاي وطن تريدون هل الوطن بالثوب الامريكي ام وطن مذلول ومهان ويداس من ابنائه والاجانب ، ام ان الوطن هو مايمنحكم الوظأئف المتميزة وبغيره لاوطن لديكم  مجرد سؤال يحتاج ان يقف عنده صاحب البصيرة  فهل من معتبر ؟ 28/7/2020
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك