فجأة ومن دون سابق ( لايك) قرر عبد الجوكر الذويلي قطع الوصال مع سيده، ووجه له رسالة عتاب مبكية تقطر ( لواگةً) مذكرا اياه بمواقفه معه أيام التظاهرات ودعمه المتواصل له قبل وبعد تسلمه المنصب. جاءت الرسالة بعد أن انفضح أمر صديقة الثقافة العراقية ( على حد تعبير وزير الثقافة) الناشطة الألمانية هيلا؛ لكن المراقب للسيد الذويلي يرى بوضوح تنقله من جهة إلى أخرى ومن حاضنة إلى أخرى ( بفتح همزة أخرى)؛ مع ذلك فإن كلمات العتاب هي نوع من الابقاء على شعرة معاوية، فإن بقي سيده في منصبه وأعاد له صلاحياته في التدخل في عمل الوزارات والإشراف عليها، عاد الذويلي إليه صاغرا مطيعا، وإن استغنى عنه فليس أمام الذويلي الا الخصم الذي يستخدم الوجوه المستعملة أحذيةً لضرب حاضنتها الأولى. تنقل السيد الذويلي بين جميع المحاور السياسية المتناحرة، تساعده في ذلك قابليته على تحمل الشتائم وامكانيته الهائلة في اللعب على أكثر من حبل. لكنه هذه المرة حسم أمره مبكرا؛ ويبدو أن معلومة ما وصلته عن قرب انتهاء أمر سيده وسيرمى من حيث أتى؛ لذلك سارع في الانسحاب كخطوة تمهيدية تنتظر رد فعل سيده وردود أفعال خصومه ليقرر وجهته القادمة، فهو لا يعيش الا تابعا ويشعر بالغبن إذا بقي بلا صنم. هكذا ذهبت مناقب سيده الذي اكتشفنا انه لا يقرأ ولا يكتب مع انه صحفي مهم كما يقولون. وانتهت علاقة السيد الذويلي بمولاه دون التفاهم على واردات ميناء مندلي! قريبا جدا سيغير الذويلي تسريحته ونوع ملبسه وطريقة كلامه، وربما يقطع علاقته باصدقائه (حتى ما حرم الله) وينتخب أصدقاء آخرين يتخذهم سلّما ليشفعوا له عند الجهة الأخرى، ليبقى في المشهد دائما. وهو في كل الأحوال ينطبق عليه قول المتنبي : ( وهو بالفلسين مردود)
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha