المقالات

حافظوا على سلاح الفصائل والحشد في هذه الظروف كما تحافظوا على أنفسكم  

1558 2020-07-24

خضير العواد ||

 

سلاح فصائل المقاومة والحشد الشعبي أخطر المواضيع التي تطرح هذه الايام بشكل مكثف وعلى جميع المستويات والمجالات الإعلامية ومجاميع التواصل الاجتماعي ، وهذا الطرح ينقسم الى نوعين : الأول : مدروس ومخطط له من قبل المحور الأمريكي والكيان الصهيوني والثاني: يدفعه حب الوطن والوصول الى دولة المواطنة والمؤسسات المبنية على احترام القانون والعدالة الاجتماعية .

العراق في الوقت الراهن لا يمتلك مقومات الدولة الحقيقية والتي تعتمد على الوحدة الوطنية الحقيقية ، العراق ما بعد التغير الكبير عام 2003 وتبني النظام الديمقراطي في إدارة الحكم وصعود المكونات المضطهدة والمظلومة الى قيادة العراق وهم الشيعة والكرد لم يرق هذا للدول العربية وخصوصاً السعودية وباقي دول الخليج البدوية ، فوضعوا العراقيل أمام هذه الدولة الفتية في كل شيء فأرسلوا الإرهابية والقتلة والمجرمين وأوغلوا في الدم العراقي حتى اصبح كل شارع وسوق ومدينة له ذكرى مع هذا الإجرام وما داعش إلا ثمرة من ثمار الفكر الوهابي التكفيري التي سهلت له ودعمته دول الخليج البدوية المجرمة ومن خلفهم الأمريكان والكيان الصهيوني ، والعراق لا يملك القوة الرادعة لمواجهة هذا الوحش المجرم لولا الغيارى من ابناءه الابطال الذين نذروا أنفسهم في مواجهة الإرهاب والإرهابيين ومن يدعمهم من أمريكيين وصهاينة ، ولولا هذه الثلة البطلة التي أخذت على عاتقها الدفاع المستميت عن العراق وشعبه لكان داعش قد سيطرة على العراق ، فدولة ضعيفة لا تستطيع استيراد السلاح الجيد والأنظمة الدفاعية المتطورة نتيجة الفيتو الأمريكي والصهيوني وتحيط بها الوحوش المفترسة من كل مكان ولا تمتلك الوحدة الوطنية الصلبة بل داخلها منقسم تقوده القيادات المرتبطة بالخارج ارتباطا وثيقا وكل قيادة لها مجموعتها القتالية المدعومة من الدول التي تعمل لها ، فدولة بهذا المستوى من الضعف والتمزق ويجثم على صدرها احتلال تسرح وتمرح قواته في البلاد ولا احد يتجرا أن يسألها اي سؤال ؟؟؟ ، فكيف نطلب أو نثير في هذه الظروف مسألة يجب أن يكون السلاح بيد الدولة اي دولة ؟؟؟

 هذا المطلب لا يمكن أن يطرح من إنسان وطني واعي لما يدور حوله من دسائس ومخططات تريد بالعراق وشعبه ان يرجع ثانياً الى حكم الدكتاتورية والأقلية الظالمة ، لأن هذا المطلب يطرح عندما تتكامل الدولة العراقية من جميع الجهات القانونية والتشريعية وكذلك التنفيذية والدفاعية والأمنية وتصبح دولة ذات سيادة حقيقية والقانون سيد الدولة والجميع يصبح تحته وبصورة عادلة من رئيس الجمهورية الى اقل الفئات في المجتمع العراقي ، عندها يصبح وجود السلاح عند أي إنسان أو فصيل او مجموعة مقاتلة شيء يرفضه القانون و المجتمع عندها يصبح مطلب وطني أن يكون السلاح جميعه بيد الدولة وتحت سيطرة الدولة .

 لأن الدولة المتكاملة هي التي تقوم بوظيفتها في الدفاع عن شعبها وسيادتها وثرواتها ، ولكن الى الآن لم تصل الدولة العراقية الى هذا المستوى نتيجة تمزقها الداخلي بسبب عدم الثقة ما بين المكونات الرئيسية بالإضافة الى وجود المحتل الأمريكي الذي ينشر مخططاته الخبيثة على أرض العراق من أجل إبقاءه ضعيفاً متمزقاً تنخر به الفتن والدسائس وسوء الخدمات .

 لهذا طرح هذا المطلب (وضع سلاح الفصائل والحشد بيد الدولة) بهذه الظروف لا يخدم إلا الأمريكان والصهاينة والدول الخليجية البدوية الطائفية التي لم تهدئ يوماً واحداً من التغير الكبير 2003 والى الآن ، اي بمعنى أخر من يريد أخذ السلاح من الفصائل المقاومة  والحشد كمن يريد قطع ايدي الشعب وجعله بدون ايدي وسط هذه المجاميع الإرهابية الإجرامية وقوات الاحتلال بالإضافة الى قوات البيشمركة المتربصة في شمال العراق .

 وهذا الطرح طرح أمريكي صهيوني عربي بدوي طائفي متخلف بواسطة أفواه غرها المال والسلطة وحب الظهور وإذا طرحه الوطني فيطرحه نتيجة عدم إطلاعه بصورة واقعية وواسعة لمسرح الأحداث والأخطار التي تحيط بالعراق مع جهله بعدم تكامل الدولة العراقية للقيام بواجباتها الوطنية ، لهذا نقول أن بقاء السلاح بيد الفصائل المقاومة والحشد مطلب وطني لا يمكن التنازل عنه لأنه القوة المدافعة عن العراق وشعبه وأرضه في هذه الظروف الخطيرة ومن يتنازل عنه كمن يعطي السكين للإرهابي لكي يقطع رأسه بها .

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك