السيد محمد الطالقاني ||
الكرم صفة من صفات الخالق سبحانه، وإكرام الضيف من خلق الأنبياء، والمنزل الذي يكثر فيه الضيوف يحبه الله تعالى وتتنزل فيه الرحمات وبركات السماء.
و لم يعرف في تأريخ العراقيين حكاما ومحكومين قد اهانوا ضيفا قادما من اية جهة كانت ، سواء كان حاكما او سفيرا او زائرا عاديا ، بل ان لهذا البلد وشعبه العريق تقاليد راسخة في احترام الضيف القادم.
ويوم ان ضُرب الرئيس الامريكي السابق بوش بالحذاء في بغداد, ساله احد المراسلين عن رأيه في الحادث , فقال: ليس العراقيون هكذا وهذا لايمثل العراقيين .
وفي حكاية يرويها لنا التاريخ عن معن بن زائدة احد ولاة أبي جعفر المنصور مع أسرى كان هاما بقتلهم, حيث عرضهم على السيف,فلما رأى الأسرى الموت امامهم اقترح بعضهم على معن قائلا له: نحن أسراك أيها الأمير ونحن نحتاج إلى شيء من الطعام.
فأمر لهم بذلك،وقال لأصحابه: أمعنوا في الأكل , ومعن ينظر إليهم ويتعجب منهم، فلما فرغوا من أكلهم قام احدهم فقال:
أيها الأمير قد كنا قبل أسراك, ونحن الآن أضيافك، فانظر ماذا تصنع بأضيافك؟
فعفى عنهم وخلى سبيلهم.
هذه الضيافة التي قدمها معن لأسراه جعلت من حضر الحادثة يقول له مستغربا: ماندري أيها الأمير أي يومك أشرف يوم ظفرك أو يوم عفوك؟
اذن كيف حول الطعام الأسرى من حد السيف إلى الحياة؟
وكيف يتسنى لشخص ان يعفو عن أعدائه لمجرد أنه استضافهم على طعام؟
فكيف بالضيف وقد نذر حياته وروحه وكل مايملك من اجل المضيف , وكيف بالضيف وقد ترك اهله ومنصبه وكل شيء من ملذات الحياة في سبيل انقاذ مضيفه من شر الاعداء وهول المصائب والفتن.
ان ضيفكم قتل في بيتكم...
كلمات قالها نائب امام العصر والزمان ارواحنا لمقدمه الفداء وهو يعتصر الما ويحاسب المضيف عن سكوته في قتل ضيفه بمراه ومسمعه.
انها كلمات فيها حساب شرعي وعشائري , والمعروف منذ الازل ان من يقتل ضيفه عنده وهو راض سوف يكون عليه عارا تتناقله الاجيال جيلا بعد جيل .
ان الضيف ضيف كل العراقيين وليس ضيفا للحكومة فقط, فالقضية تهم الجميع والعار يشمل الجميع, وان لم نتلافى الامر سوف يعاقبنا احفادنا وابنائنا فضلا عن العقاب الالهي بخروجنا عن جادة الشريعة المقدسة.
كلمات نائب الامام عليه السلام يجب على الحكومة ان تعيها وتفهمها جيدا فالله يمنع بركاته عن قوم جحدوا حق ضيفهم , ولانرضى لانفسنا ان نكون امة ملعونة يوما ما.
https://telegram.me/buratha