عمار محمد طيب العراقي
عام ٢٠١٠ ذهب سعد الحريري الى ايران؛ وأراد ان يلتقي بالإمام الخامنائي، وزير الثقافة الايراني آنذاك كان سعد مهاجراني يقول: قال الحريري اريد ان أتطرق الى سلاح حزب الله عند السيد الخامنائي، يقول مهاجراني؛ اول ما دخل الحريري الى الامام الخامنائي قال له الامام؛ أقرأت رواية احدب نوتردام؟!
وقف الحريري صامتا ! فتابع السيد الخامنائي: الكل كان يعرف أن أزميرالدا لديها خنجر جميل وحاد، وكانت يده مصنوعةً من المحار، وتحمله أزميرالدا معها أينما تكون..كانت تستخدمه كلما وجدت أن أحدا ما يقصدها سوءا..سيد الرئيس! لبنان هو مثل هذه المرأة الجميلة؛ فلبنان عروس الشرق الأوسط، وهنالك كثير يسعون للنيل من بلدكم؛ إن اسرائيل هي الخطر الذي يهددكم..ألم يأتوا لشوارع بيروت؟ ألم يقتلوا الناس؟ ألم يدمروا؟! إن سلاح المقاومة هو خنجر أزميرالدا، الذي من شأنه أن يودئ إلى يأس عدوكم، ويسلب منه قدرة المبادرة بالعمل!
إستذكرت هذه الواقعة التأريخية، والتي يعرفها كثير غيري، وأنا أتابع ما يجري على الأرض؛ من وقائع بإستهداف الحشد الشعبي؛ هذا الإستهداف الذي تنوعت أوجهه، داخليا وخارجيا، سياسيا ومجتمعيا ورسميا وعسكريا أيضا، وسنتوصل معا الى أن الحشد الشعبي، هو خنجر ازميرالدا!
أمريكا واذنابها في العراق يعلمون جيدا، أن قوة الحشد الشعبي؛ لا تكمن في السلاح والعتاد الذي يمتلكه، وإن كان ذلك سببا من أسباب القوة والمنعة(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال من الآية:60]. بل في عقيدة هيهات منا الذلة الحسينية، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} [الإسراء من الآية:5].
الحشد الشعبي مؤسسة عراقية وطنية جهادية عسكرية ليست تقليدية، لأنه تشكل بأساليب ليست تقليدية هي ألأخرى، وأي مؤسسة من هذا النوع، من المتوقع وبشكل طبيعي؛ أن تواجه تحديات كبرى، يمكن أن تطال حتى أصل وجودها، كما يسعى لذلك تحالف الشر الصيوسعوأمريكي، وعملائه المحليين، وهؤلاء مكشوفين ومشخصين بشكل تام، وساعة يحين موعد حسابهم، سوف لن يجدوا لأنفسهم مستقر على ارض العراق، بل على الأرض جميعاً!
اقصى ما يستطيع العملاء فعله هو طرح إثارات لجدل سلبي مستمر، والإثارات المناوئة لا يمكن أن تتوقف، والميدان الأوسع لتلك الإثارات، هي البيئة السياسية المرتبطة بالتحالف إياه، وكذلك بيئة الدولة التقليدية، الرافضة لكل ما هو ليس تقليدي، ولذلك فإن هنالك ضرورة ملحة، لبناء وتطوير وتفعيل منظومة ساندة للحشد، إن في البيئة السياسية، أو في مفاصل الدولة.
في الجنبة السياسية تبدو الأمور في الظاهر أكثر وضوحا، وذلك من خلال تحشد القوى الملتزمة إلتزاما مبرما بمساندته،
في ضفة الدولة فهنالك حاجة ملحة، لبناء منظومة حماية وإسناد للحشد داخل الدولة، تمنع نمو أي تصورات أوتصرفات؛ مناوئة للحشد داخل أجهزة الدولة، وهي تصرفات كانت لها؛ مصاديق كثيرة ومتنوعة على أرض الواقع، صدرت وما تزال تصدر؛ من مسؤولين كبار في الدولة العراقية، ومن قوى سياسية ربطت مصيرها؛ بتحالف الشرالصهيوسعوأمريكي، ومن أصوات نشاز تتمثل بطابور العملاء؛ الذين يوظفهم الأمريكان في مواقع التواصل الإجتماعي والإعلام الأصفر، وكلما وجد منفذا في الإعلام الرسمي.
ما نزال نسمع تلك النشازات، حتى في وسائل الإعلام المدفوعة الأجر من قبل الدولة، ومنها قناة العراقية الرسمية، التي بثت قبل أيام برنامجا، حاول معده النيل من الحشد..وهذا يستدعي أن يحال من يقف وراء هذا البرنامج وأمثاله الى القضاء، الذي يفترض أن يطبق القانون بصرامة، بتهمة إهانة مؤسسة عسكرية سيادية، والقيام بواجب حماية سمعة القوات المسلحة ومنها الحشد، ودرء مخاطر إنعكاسات تلك التصرفات، التي يمكن أن تتكرر في أي حكومة قادمة، وكلما وجد أبو بريص ثقبا في جدار العراق العظيم..!
شكرا
23/7/2020