د. حسين القاصد ||
في ظل انشغال قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي بملاحقة الدوا١١عش في الطارمية، زار القائد العام للقوات المسلحة مدينة الطارمية وسط ترحيب شعبي كبير؛ وكانت زيارته مطمئنة لأهالي الطارمية حيث قال لهم بيوتكم بيتي وانتم اهلي؛ ولعل هذا الكلام يعني انتهاء الحملة العسكرية لمطاردة الدوا١١عش هناك؛ فكيف تقوم القوات الأمنية بتفتيش بيوت القائد العام للقوات المسلحة.
من جهة أخرى جرت حفلات تأبين ومراسم تشييع في بعض ساحات التظاهر وعدد من المدن العراقية لوزير دفاع النظام الساقط سلطان هاشم "عليه ما على يزيد في يوم عاشوراء عند الشيعة" وهذا التشيع غير المسبوق صاحبته بيانات نعي وتعزية من بعض النواب والساسة العراقيين؛ حيث وضعت رئيسة لجنة الثقافة النيابية صور الوزير سيء الصيت والسمعة والذكر، وضعتها على هاتفها مع عبارات حزن وتأبين؛ ولاندري ماعلاقة لجنة الثقافة البرلمانية بوزير دفاع النظام الساقط، الا اذا كان إجراؤها هذا تطبيقا لمقولة بطل الحفرة القومية ( للقلم والبندقية فوهة واحدة)، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ضجت صفحات الجيوش الإلكترونية بعبارات الحزن والتأبين والترحم على من قام بمجزرة حلبجة.
مات سلطان هاشم بعد خروجه من السجن، وحسناً فعل انه مات، لأنه بعد هذه الحشود المريبة المؤبنة له قد يتبوأ منصبا حساسا وفق مبدأ المصالحة الذي جاء في كتاب النعي الصادر عن تحالف القوى العراقية!؛ يا إلهي متى تحالفت القوى العراقية؟ وعلى ماذا تحالفت؟ هل تحالفت ضد ضحايا المقابر الجماعية؟ هل تحالفت ضد أمريكا التي استهدفت مهندس الإنتصارات في مطار بغداد الدولي الذي يمثل رمزا من رموز السيادة العراقية؟
الغريب انهم أطلقوا على المقبور سلطان اسم الشهيد! وهو الذي لو عاد بيده الأمر لأباد المتظاهرين واقاربهم؛ ثم ماذا عن الشهيد العميد الركن آمر اللواء ٥٩ العميد الركن علي حميد غيدان الذي استشهد في منطقة كل بيوتها صارت بحصانة بيت القائد العام للقوات المسلحة، وهو الشهيد الذي لم تؤبنه لجنة الثقافة البرلمانية بل لم يحظ باهتمام سياسي مثل بطل خيمة صفوان.
هكذا نسينا الشهيد الذي فاضت روحه في الطارمية، لأن مشاعرنا تتحرك بتوجيهات من الأعلى، ولا نخجل حين يسألنا أحد عن شهداء الحشد وعن والد الحشد ومهندس انتصاراته؛ لأن الرأي الجمعي يخضع لأوامر ( الطشة) والطشة تقول ان (صفوان) هاشم بطل من أبطال الجيش العراقي وليس مجرما؟
اقول : حسناً فعل صفوان هاشم حين مات والا فإن مؤبنيه من أصحاب المراتب السياسية العليا بإمكانهم إخراجه من السجن وتسليمه منصبا أو تخصيص له راتبا تقاعديا أسوة برفاقه الاشاوس الذين يتسلمون رواتبهم بانتظام ومن دون تأخير بينما يئن المواطن البسيط تحت سياط انتظار الراتب كل ٤٥ يوما! وهو الأمر الذي يجعل السنة الوظيفية ستة أشهر ليضيع من المواطن رواتب نصف عام في التمام والكمال.
https://telegram.me/buratha