المقالات

لقد تمخّضَ ترامب..فأنجبَ شَرّا

1756 2020-07-20

  محمد الجاسم ||        إنطلاقاً من الحاجة الى تمتين نسيج الروابط المشتركة التي ممكن أن توحد شعوب العالم،وتساهم في خلق تجانس بين ثقافات الشعوب التي تشكل معاً تراثاً مشتركاً ، وإنطلاقاً من قلق بعض الدول المؤثرة في المشهد العالمي من أن هذا النسيج الرقيق يمكن أن يتعرض الى التمزق في أي وقت،وبالنظر الى التعرض الفعلي لملايين الأطفال والنساء والرجال في العالم الى أن وقعوا خلال القرن الحالي ضحايا لفظائع لا يمكن تصورها هزت ضمير الإنسانية بقوة..وبالنظر الى أن ثمة جرائمَ كبرى في العالم خطيرةً قد هتكت حرمة السلم والأمن والرفاه في العالم،لذلك كانت الحاجة قوية وضاغطة لتأسيس (المحكمة الجنائية الدولية) التي كان نص نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وتعديلاته في 25 أيلول / سبتمبر 1998 و 18 أيار / مايو 1999، منطلقاً لتفعيل عملها دولياً إنطلاقاً من مقرها في هولندا.      صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت من أربع دول، إضافة الى الصين والهند وروسيا ، قد إمتنعت عن التوقيع على ميثاق المحكمة،وإنشائها،في بداية الأمر، لكن عدد الدول الموقعة على قانون إنشاء المحكمة بلغ واحدة وعشرين ومائة دولة ، وإن الولايات المتحدة الأمريكية لم يَرُقْ لها أن تستمر في نشاطها وتمويلها لهذه المؤسسة الدولية (التي هي غير تابعة للأمم المتحدة) نظراً لتعارض الأهداف والممارسات بين الطرفين،نتيجة الكم الهائل من الممارسات اللا إنسانية التي قامت بها هذه الدولة المارقة والمتسلطة على قرارات الكثير من الهيئات الدولية ،خدمة لمصالحها الذاتية البعيدة عن مصالح شعوب العالم،وقامت بالفعل بأعمال الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وإغتيال قادة ومواطنين داخل الولايات المتحدة وخارجها،كما دعمت بشكل واضح وملموس العديد من الأعمال الإرهابية التي تقوم بها منظمات إرهابية مثل داعش والقاعدة قبلها، أو يقوم بها تحالف هنا أو هناك، كالتحالف السعودي الإماراتي لتدمير اليمن وقتل شعبها،وقبل ذلك فعلت في ليبيا وسوريا والعراق وافغانستان وفييتنام وكوبا والدومنيكان وألمانيا واليابان واليونان وكوريا الشمالية وإيران وغواتيمالا ولبنان والدومنيكان وأندونيسيا وتشيلي والسيلفادور ونيكاراغوا ،وغيرها من بقاع الأرض،مرة بالقصف المباشر،وأخرى بتدبير الإنقلابات العسكرية،وثالثة بإفتعال الحروب الأهلية الداخلية. ولذلك فإن الحكومة الأمريكية على مرّ التاريخ كانت مصدراً لجلب الويلات لشعوب العالم، كما كانت سبباً في شن المزيد من الحروب وسفك الكثير من الدماء.       ومن هذا المنطلق الوحشي للإدارة الأمريكية على طول العصر الحديث،تقاطعت المحكمة الجنائية الدولية مؤخراً مع إرادة الإدارة الأمريكية تكتيكاً وستراتيجاً،في الوسائل والغايات،فلم تصبر هذه الإدارة المستبدة على المحكمة، إذ هددت إدارة ترامب مرات عديدة بعرقلة تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في أفغانستان وفلسطين ،والتي يمكن أن تحقق في سلوك المواطنين الأمريكيين والإسرائيليين الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية..ثم اختتم الرئيس ترامب حقده على العدالة والإنسانية بإصداره حزمة من العقوبات، شملت مؤخراً ،في الحادي عشر من يونيو/حزيران 2020، أمراً تنفيذياً يجيز تجميد الأصول وحظر السفر العائلي ضد موظفي المحكمة الجنائية الدولية، وربما يستهدف الذين يساعدون المحكمة الجنائية الدولية في تحقيقاتها.      إن هذا الموقف الأمريكي ضد المحكمة الجنائية الدولية يسهم الى حد بعيد بالتشجيع على الجرائم الدولية الأسوأ مثل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وتمريرها دون عقاب،كما يساعد أيضاً على تحجيم الإجراءات العقابية الرادعة للجُناة المحتملين، مستقبلاً. ورَبَّ قَوْل..أنْفَذُ منْ قَوْل.   ناصريةُ ـ دورتموند / ألمانيا 19تموز2020
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك