المقالات

خرافة الدولة العراقية  

1364 2020-07-14

عباس العطار ||

 

يُشيد الكثير بالتجربة الملكية ويعدها من إشراقات الدولة العراقية في تطبيق النموذج الديمقراطي، ويعجب آخرون بانموذج عبد الكريم قاسم كونه انهى حقبة التسلط الملكي، في حين يقول بعض المؤرخون ان حكومة الاخوين سلام وعبد الرحمن عارف محطة تمهيدية لتولي حزب البعث زمام الحكم في العراق.. ذلك الحزب الذي بدأ مرحلته الأولى الى ترسيخ جذور الفكر البعثي العروبي، و اقصاء القوى والتيارات الفكرية الأخرى، وهذه هي معتقدات الحزب وأدبياته وجذره الفكري الاقصائي الهادف الى تبعيث الامة العراقية والعربية، مجسدا اياها في شعاره المعروف " امة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة" وأهدافه المعلنة " وحدة .. حرية .. اشتراكية ".

هذا السرد التاريخي مدخل يبين خرافة الدولة العراقية بحسب مزاعم المؤرخين ممن كتب التاريخ بلسان السلطات، وهو جواب لغير الأمناء ممن كتب التاريخ وكان سبباً رئيساً في خداع الأجيال.

وهنا نود الاحتكام الى فرضيتين:

الأولى تقول: لو كان للعراق دولة لما هذا الصراع الدامي المستمر؟

الفرضية الثانية تقول: لو كان هناك دولة حقا لانتقلت السلطة سلمياً دون قتل وثقافة السحل في الموروث الانقلابي.

اذا نحن امام واقع ولسنا بحاجة الى إيضاح أكثر مما تثبته الوقائع التاريخية.

يُستَخلص من هذا ان هذه النماذج بايجابياتها او سلبياتها هي أقرب الى مؤسسة سلطة وليس مؤسسة دولة.

وان يحتج أحد ويقول كان هناك دولة ودستور وانتخابات ايام الحكم الملكي: سيقول قائل ان كل الحكومات المتتالية فيها دستور وانتخابات شكلية ايضا.. حتى حزب البعث المعروف بمنهجيته الديكتاتورية كان له دستور وانتخابات .. لكن هذه نماذج او شكل من أشكال هيمنة المتسلطين لا ترقى الى مستوى الدولة.

اما تجربة ما بعد ٢٠٠٣ فهذه لا يصح ان يطبق عليها الفرضيتان، وان طبقت مبدأ التداول السلمي للسلطة وانتخابات تشريعية، لكنها نموذج سيء ولد مشوهاً خالي من قواعد واساسيات الديمقراطية، مع غياب النوايا والدافعية عند الأحزاب السياسية الى تأسيس دولة مؤسسات أساسها المواطنة لا المكونات التي تسببت بخراب البلد وافلسته بين فسادها وفشلها.

يبقى الأمل معقود بمن يطالب بالتغيير السلمي، معتمدا على مشروع قانون الانتخابات الجديد، الذي اعتمد الدوائر المتعددة والانتخاب الفردي، قد يكون منتجا لطبقة سياسية جدسدة، ممكن ان تقدم نموذج صحي يؤسس للدولة على أساس المواطنة، مشروطا بمشاركة انتخابية واسعة وواعية، تدفع بالكفاءات الوطنية المستقلة الى ادارة الحكم حتى تتمكن من معالجة الملفات السياسية الداخلية وبناء العلاقات الدولية على وفق التوازن المطلوب، مع ادارة علمية للملفات الاقتصادية والخدماتية بشكل مهني بعيد عن السياسة وتدخلاتها.

 

A.G.alattar

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك