المقالات

انكيدو الخائن..!  


عباس قاسم المرياني ||

 

  هل ان كلكامش الذي طالما بحث عن الخلود سيفقد اسطورة الخلود؟ وهل الثعبان في هذه المرة سيترك العشبة له، ليعيش الخلود مع شعبه؟ وهل ان انكيدو لا زال وفياً لصديقه الذي يحتظر.

   كلكامش اليوم ليس كلكامش الامس، وانكيدو اليوم بالتأكيد ليس انكيدو الامس، وثعبان العشبة ليس ثعبان الامس، تكالبت عليك يا عراق العظمة والمجد، كنت بالامس انت الخلود واليوم تحتظر، كنت المجد والسيادة واليوم ترزخ بالعبودية، انكيدو خانك يا عراق وقتل مجدك العريض، والثعبان اليوم يدنس الارض والعرض والمال، وليس يسرق العشبة فقط.

   يا عراق منذ القدم لم تضعف، ولم تكن على حافة الهاوية، كنت ملجأ الجياع لتشبعهم، ومأوى المظلومين لتنصرهم، ما بالك اليوم؟ انت الذي قال فيك نبينا محمد (ص) خيرك لا ينفد، فيك ادم ابو البشر، ونوح بطوفانهِ، ويونس وحوتهِ، ترابك تخضب بدم علي والحسين (ع)، فكانوا نورك المضيء، والرواسي التي لا تميل، ما بالك اليوم في الهاوية.

   لا الومك انت، بل الوم انكيدو الذي وهبك للثعبان، يلدغ بك كيفما شاء، فلا اتركك لمصيرك فأنا متعلقٌ بك، فأما ان تكون واكون معك، او لا تكون واوارى في ارضك، قم والثم جراحك، وانفض التراب عنك، والمم شملك، واطمر الهاوية لا ان تسقط فيها، وان لا!! فأقتل انكيدو والثعبان، وانحر نفسك عزيزاً ابياً، وليعلم انكيدو اي ذنباً عمل.

   العراق منذ سنين لم يتعرض لما تعرض له اليوم، فكل الامور لا تبشر بخير على كل المستويات والاصعدة، سواء الاقتصادية وهي الطامة الكبرى، او السياسية وهذه ما جعلته في الحضيض، ولا الاجتماعية التي تذبح به من العمق.

   احاول دائماً اتجنب الخوض والكتابة في السياسة، لكني انطق من حيث لا ادري، بلدٌ زاخرٌ بخيرات لا تعد ولا تحصى، بل يطفو على بحراً منها، لا يستطيع ان يوفر قوت شعبه، فأصبح يستجدي من هنا وهناك دون تخطيط وتدبير، ابتلينا بساسة ان كانوا ساسة حقاً، لا يعوون، ولا يفقهون شيئاً همهم عروشهم ودنانيرهم، ومجتمع ليس بافضل من سابقيه، بل أسوأهم، يسوده التناحر والتقاتل والتجاذب في كل الاصعدة الدينية، والقبلية، والعرقية، والطبقية، وحتى الدولية.

   هذا ما ارادهُ وتمناه الثعبان الذي لم يكتفي بالعشبة ليسرقها، بل بات يلدغ وينشر السم في الجسد، وانكيدو هو الخائن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك