المقالات

شعب يرقص على أشلاء قتلاه  

1644 2020-07-10

قيس النجم ||

 

ذات يوم جاء أحد الصحفيين، الى الكاتب الإنكليزي مارك توني، الذي كان ثرياً جداً، حتى أنه يمارس الكتابة، وهو نائم في فراشه، وعندما أخبرته زوجته قال: دعيه يرحل، غير أنها عارضته قائلة: هذا لا يليق بك، فأنت ستصبح عما قريب مسؤولاً في الدولة، وهل ستدعه واقفاً ببابك وأنت نائم، فأجابها: عندكِ حق لا يليق بي هذا، أطلبي من الخادمة، أن تعد له فراشاً آخر لينام!

ترجمان التغيير حريتك، وعزمك على صنع القرار وتنفيذه، وتقديم التضحيات، هو أبلغ ما ينطق عنك في ساحات المواجهة، والجزء الذي لا يعرفه معظم الناس، أن حجم المظلومية المؤودة، تبقى متشبثة بالحياة، وتنتظر لحظة خروجها من شرنقة الصمت، الى النهوض بالمسيرة الملقاة على عاتق الأحرار، بما يحقق الإنتظار من فرصة للإنتصار.

عندما يغادر الصدق، مؤسسة بحجم مجلس الوزراء، لخدمة الشعب، وعدم محاسبة مَنْ سرق، ويسرق خيرات الشعب المسكين، فأنها بالتأكيد نائمة، وترغب في أن ينام الناس على أبسط الخدمات، ويبدو أن الحكومة، لا تريد مغادرة مقاعدها الفارهة، لأن ذلك يقطع نومها الثمين، ولا يهم إن كان الحر أو الوباء  أو القتل بالكواتم هي من تودي بحياة الأبرياء، وستهيئ الحكومة قبوراً وشوارع بأسمائهم، وهذا كل ما تستطيع تقديمه.

تعلمنا من الإسلام الحقيقي وعاداتنا، وتقاليدنا العربية الأصيلة، وحضارتنا العريقة، أن نحسن الصنع في وطننا وأهله، فأيها المسؤولون: أحسنوا عملكم لمحاسبة المقصرين، في مجال الخدمات: (الكهرباء، والماء، وشبكات الصرف الصحي) وفوق كل هذا (الامن والامان)، وعالجوا المشاكل من أساسها، وإسترجعوا أموالنا المنهوبة، ولا تأخذكم في الحق لومة لائم، وإلا فأنتم بحاجة الى صعقة كهربائية لتموتوا، حينها فلا دمعة حزن تنساب عليكم، ولا شارعاً باسمكم ولا قبراً يأويكم!

محاكمة الضمير، وفصول الندم العميق، باتت غائبة عن العملية السياسية، لأن أغلبهم يؤمنون، بأن مناصبهم لا تعرف عدداً معيناً من الضحايا، فالمصائب كثيرة، بكثرة الدم المراق على أرض العراق، فلا وجود للإنسانية، ما دام جميعهم يتعاملون، بمقاييس الصفقات المشبوهة، ونسب الأرباح لكل مسؤول، وزيادة أرصدتهم في البنوك الخارجية، أما النزاهة فليس كل ما يقال، يدخل في عالم الصدق والتصديق، والحكومة العراقية بحاجة بأن تدوس بأقدامها على الفاسدين، لا على الشعب الطيب والبريء! 

ختاماً: علينا ألا نرقص مع المطبلين، كي لا نكون شعب يرقص على أشلاء قتلاه، قبل إدراك المعنى الحقيقي، لهذا العرس الإصلاحي وأهدافه، وماذا نريد؟ وإلا سنكون أداة بيد الأعداء من أجل استغلالنا، للوصول لغاياتهم المعروفة، وبقاء نظراتهم المتعالية، وغطرستهم الفارغة المستمرة وهم يدمرون البلد، وإعادتنا الى زمن تكميم الأفواه والقتل والخوف الدائم من المجهول.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك