المقالات

الشهرة وأهتزاز الصورة  

1515 2020-07-09

سامي التميمي ||

 

أبو ناجي كان معلما ذكيا أنيقا مثقفا تدرج في عمله بعد أن أثبت جدارته وأصبح مشرفا تربويا في مديرية تربية بغداد / الرصافة .

تخرج الكثير من الأجيال من تحت يده وكلهم يصفوه بصفات النبل والكفاءة والثقافة والأحترام .

هو رجل من الطائفة المسيحية الكريمة . يحب دينه وأتجاهاته. هو شغف للقراءة . عندما يعجب بكتاب يعتكف في بيته وبجلس ليقرأ ولايفارق ذالك الكتاب إلا وقت الطعام أو النوم .

ومن ضمن أهتماماته الغناء والموسيقى وهو معجب كثيرا بالمطرب الكبير محمد عبدالوهاب . وكان يدخر  من راتبه قسطا لكي يسافر ويحضر حفلاته في عيد شم النسيم بمصر   وبعض الحفلات كانت في سوريا ولبنان وتونس والمغرب وغيرها .

ولكن فجأة  . تغير هذا الحب الى كره .  ترى ماهو السبب !؟

وطبعا لكل منا أسبابه وتبريراته وخصائصه وميوله .

وسأروي  لكم تلك القصة  عن لسانه .

قال : في أحد حفلاته في عيد شم النسيم في مصر .

كنت قد رتبت أموري مع بعض الأصدقاء وقطعتا تذاكر للسفر والحفلة وحزمنا حقائبنا وكنا فرحين ومتشوقين لهذه الحفلة كثيرا وقررنا أن نلتقط هذه المرة صوراً مع المطرب محمد عبد الوهاب  .

حتى وصلنا لمصر وذهبنا للفندق ووضعنا حقائبنا وقد بدأ علينا التعب والنعاس . فكان سلطان النوم قد أجبرنا ونمنا طويلا . حتى فقنا في ساعة متأخرة من الليل . وتناقشنا كثيرا ورسى بنا الأمر أن ننزل للشارع حيث المطاعم الشعبية الجميلة والحياة الصاخبة وليل القاهرة الذي لايعرف النوم حتى الصباح . تناولنا العشاء وشربنا الشاي وتمشينا بشوارع القاهرة الجميلة وشعبها الطيب . حتى بدأ علينا التعب فقررنا العودة للفندق .

وكان موعدنا غدا مع أحدث حفلات الموسيقار الفنان محمد عبدالوهاب . كان كل شئ يجري وفق ماخططنا له .  بدأ الحفل وتفاعل الجمهور معه وأسعدنا وطربنا بوصلاته الغنائية وكان المسرح كبيرا وقد غص بمحبيه ومتذوقي فنه .  ما أن أنتهى حتى ر كضنا مسرعين وأعطينا ( بخشيش) للحرس والموظفين . لكي نكون أول الناس نحظى بمقابلته والسلام عليه وألتقاط صورة تذكارية معه.

ولكن هنا حدثت الكارثة !؟

هممت فرحا وشوقا بمد يدي له بالسلام عليه لكي أهنئه وأعبر عن شكري له وبفنه .

فاجئني وأصعقني !؟

بعدم مد يده لي  .

وقال لي من أين انت قلت له ياسيدي أنا من العراق .

قال لي : أنا أسف لا أصافح أحدا !؟

فقلت له ولماذا !؟

قال لي : خوفا من الأمراض .

فار الدم في عروقي وصرت بركان من الغضب وتشوهت تلك الصورة الجميلة في قلبي وأعماقي ومخيلتي وأحاسيسي ووجداني .

حتى غرقت عيناي بالدموع من الخجل والأهانة .

فقلت له ؛ باسيدي هل تعرف كم كنت احبك . هل تعرف كم كنت أعشقك . هل تعرف كم كنت أحلم أن أكلمك . هل تعرف كم كنت أرسم وأصيغ الكلمات لكي أعبر لك بها عن أحاسيسي  . أننا جئنا من العراق  . من شعب . تناخى وقدم الكثير من التضحيات من المال والرجال  . لنصرة شعب مصر . وكل الدول العربية . ياسيدي كل الفلاسفة والملوك والأنبياء والقسيسين والرؤساء يبادروا  لمد يد السلام والتحية للناس الفقراء والمحبين وحتى للأعداء .

من تكون انت : حتى لاتمد يدك للسلام والتحية .

ياسيدي  : سوف أعاقب نفسي وسوف أكسر كل أشرطتك وأمزق كل صورك التي صرفت مالا ووقتا من أجلها .

وعلى أثر تلك المحادثة . أنصرف جميع المعجبين  من الدول العربية الذين كانوا في نيتهم أن يسلموا عليه ويلتقطوا معه صورا تذكارية . وكانوا جلهم من تونس والمغرب ولبنان وسوريا والجزائر .

لاتصنعوا رموزا وتعضموها في قلوبكم وعقولكم وضمائركم . قبل أن تعرفوا الحقيقة .

ولا تستهزئوا ولاتستكبروا . فما أنت فيه من شهرة  من تربعك على عرش السلطة والثقافة والفن والرياضة .  فهذا جاء كله بحب الناس وتشجيع الناس ودعمهم لك  ودعائهم لك .

فقد تهتز الصورة الجميلة . ومابنيته في سنين  سوف ينهار ويسقط بلحظة .

البعض يتقبل كلمات الأعجاب والتصفيق . ولكن لن يتقبل أن تقول له صباح الخير .  أو السلام عليكم  أو جمعة مباركة . وبعضهم يغلق تلفونه أو يتجاهل فقط لمن يحب .

من يرى نفسه كبيرا . كمن صعد الجبل يرى الناس صغارا . ويرونه صغير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك